امرأة من دخان

أحمد أبو لجين | سوريا

اللوحة للفنان الإيطالي: جيوفاني باتيستا

كنت وطني الذي أعشقه
وأموت فيه
وكنت الهواء الذي تتنفسيه
كنت لون الدرب
وكان عمري مهدورا دمه
كقصيدة مارقة
قصت جدائل حبرها
وثوب أمانيها
إلى ما فوق الرغبة
///
كنت بحرا مترامي الحسن
على مزاج موجك الثمل
تعثرت أغنياتي
حتى الغرق
فهل لي
في تلالك المسكونة بالحبق
بقية من عبير
هل لي
في صدرك العاجي مرفأ ؟!
فوحدها النوارس الحزينة
نديمة جنونك
والسفن المبللة بلون الشفق
تشتري حتفها بغمزة بحر
///
في هذا المساء
ثمة ضجيج يبعثرني
في اللامكان
كيف أقلع عنك
يامرأة من دخان
وأنت تسرين في شراييني
كالضباب
أسلاك فيجن الحنين
ينبلج وجهك كأحجية
يشعل أعواد المجاز
نحتال على أنفاس المسافة
بأضمومة اشتياق
///
يالحلاوة صوتك
يا لحزن أغانيه
فكيف لا أتهجى ثغرك
حبة حبة
وأهيم في أوهامي
سربا سربا
كيف لا أخبرك
ان الدرب الى عينيك
طويل
وأني قطار أدمن العويل
فهل تعطلت لغة النسيم ؟ !!
فعيناك مهبط وحيي
والعمر سواك بخيل
///
أيتها الحكاية المسرجة في دمي
هاك كتابي اشربي شروده
اسكبي في كأسه
القليل من التوق
واتركيني هناك
فوق الغيم
أطفئ عطش المصابيح الشاحبة
بابتسامة من ماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى