لو ناديتِني
يوسف نابارو شاعر أندلسي
لو نَادَيتِني,
لمشطتُ الرياح بكلماتك
وحرقت البحار بلهبي,
لأقبّل كل ذرّة
تطفو على إيمانك اللانهائي,
وكل حرف يهجر, مخجلا,
من صدرك القرمزي,
لو نَادَيتِني,
لغمرتُ حياتي برطوبة نسغك,
ومحوت الظلم بلعبة نظرتك,
ومزجت الصلاة بالأزهار,
ومعاناتك بالنسيان,
لو نَادَيتِني,
للملمت من ذكرى عبيرك,
شهقة حتى أنفاسي الأخيرة,
فرفعوا الملائكة روحي
إلى قدر ربّنا,
مثل عناق فردوسي غير متوقع,
وبقي في التربة جسمي المسحور,
محرّرا من كل لامبالاة,
لأصبح غبارا عاشقا
في كون المحبّين,
وما زلت أنتظر صوتك,
وراء المنطق المعسول,
الذي يتتسرّب في جلدي المتوهج,
وما زلت أنتظر الفيضان
على جزرنا الغريبة,
وقُبلة الجن اليتامى,
على خريطة النجوم.