أنا والمَطرُ… وَعَشتار

نزيه حسون | فلسطين
أستيقظُ شَغَفًا
كي اسمعَ موسيقى الفجرِ
تُرتلُها زخَّاتُ الأمطار
حينَ المطرُ يُبللني
أنسابُ لنهرِ الحُبِّ مُطيعًا
فأنا لا أسبحُ ضد التيّار
أشتاقُ لأنثى تعرفُ نبضات عروقي
تُدركُ دفءَ طقوسِ الحبّ
وما في العشقِ مِنَ الأسرار
وغَداةَ المطرُ يُعانقها
والعشق يُبللُ نهديها
تنطقُ بحروفٍ
أجملُ من أجملِ أشعار
تَهمِسُ بالحبِّ مَباسِمُها
فتغارُ ترانيمُ القيثار
تجمعُ زخاتِ المطر وتُهديها
قُبلًا جَذلى
فنُسافرُ في رقصةِ عشقٍ
نحو الأقمار
تهمسُ في روحي
دعنا من بشرٍ
ملئوا هذا الكون دمار
الليل جميلٌ
حين الغيثُ يوشّحهُ
فانهض لنمارسَ
فنَّ العشقِ…
جنون الإبحار
علّ القطراتُ تُبللنا
وتُروِّي أغصان الروح
فتزهر بين أناملنا الأزهار
لا تخشى البردُ
فحينَ العشقُ يُدَفئُنا
لا نحتاجُ لدفءِ النار
والمطرُ الناعم يُنبتُ للعاشقِ أجنحةً.. فيُحلقُ
كطيور هزار
ماذا نجني من بشرٍ
ملئوا الكون حروبًا
تتركُ أجداثًا ويتامى
وشجارٌ يتلوه شجار
إنْ لم نملأ هذا الكون بعشقٍ
سيحيقُ بها الكون دمار
فالحبُّ نِداءُ الله
يؤلفُ بين الناس جميعًا
ويُحطّمُ كل الأسوار
أُنثايَ أغيثيني
حينَ المطرُ يُعانقني
ينثالُ العشقُ بأوصالي
مِثلَ الأنهار
هذا المطرُ الناعمُ
يَجعلُني “تموز”* القادم من رحمِ الموتِ إلى الدُّنيا
وَيُعيدُكِ أجمل عَشتَار
تموز* إله سومري قديم وزوج إلهة الحب والجمال عشتار الذي عاد إليها من بعد الموت وقد حيكت حول حبهما أساطير غريبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى