سوالف حريم.. كذبة نيسان
حلوة زحايكة | القدس
لماذا يكذب الناس. قال الباحث الإنجليزي جون شيمل الذي شغل نفسه بالكذب وبالبحث عن أصوله ودوافعه ومسبباته “إذا كان الكذب قد أصبح صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات، ويستخدمونه في شتّى مرافق الحياة، واتصالاتهم العامة أو الخاصّة، فإنّ كلّ الأدلة تثبت أنّ المرأة أكثر استخداما للكذب من الرّجل.” وأضاف أن السبب في ذلك «يرجع إلى عاملين أولهما عامل نفسي عاطفي فالمرأة أكثر عاطفية من الرجل، ولأن الكذب حالة نفسيّة ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من إرتباطها بالجانب العقلانيّ، فالنّتيجة الطبيعية أن تكون المرأة أكثر كذبا من الرّجل”.
وتابع” والعامل الثاني أنّ الكذب بصفة عامّة هو سمة المستضعفين، والانسان غالبا ما يلجأ إلي الكذب لاحساسه بالضّعف من حالة من المعاناة والإضطهاد، وللهروب من واقع أليم يعيشه، ولأنّ المرأة خلقت أضعف من الرّجل وعاشت على مرّ العصور، وفي مختلف المجتمعات البشرية تعاني الاضطهاد والقهر، فكان لا بدّ وأن تلجأ إلى الكذب”. و
يرى باحثون أنّ البشر جميعهم يكذبون، وإن كان هناك تفاوت بين كذبة وأخرى، وأنّ الانسان الصّادق يكذب حوالي ستّ مرّات في اليوم، كأن يقول أحدهم بأنّه مشغول مع أنّه ليس كذلك! وكذبة نيسان تقليد أوروبيّ اختلفوا في بداياته وتعميمه على النّاس، ومن المدهش أنّ العرب والمسلمين لجأوا إلى الكذب أيضا لدعم وجهات نظرهم، حتّى أنّ بعض الجماعات كذّبت على خاتم النّبيين صلى الله عليه وسلم، ونسبت إليه ” أحاديث” كاذبة، مع علمهم بالحديث القائل:” من كذّب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النّار” حتى أنّ بعضهم زعم أنّ بداية كذبة نيسان هي:” عندما سقطت الاندلس خرج الصليبيون ونادوا بالناس: أنه من أراد النّجاة بنفسه وأهله وماله فليذهب إلى الشاطئ، فإن سفنا كبيرة قدمت من المشرق لتأخذ من تبقى من المسلمين؛ وبالفعل صدّق المسلمون وذهبوا جميعا إلى الشاطئ، وهناك كانت الخديعة حيث الجيش الصليبي بانتطارهم يحيط بهم من كلّ جانب، فأعملوا السيوف في رقاب المسلمين، وذبحوا النساء والرجال والكبار والصغار حتى احمرّت مياه البحر من دمائهم، وسرقوا أموالهم بعد أن سرقوا أرواحهم.
وكان ذلك في الأول من نيسان، حيث دُعيت هذه الخديعة بسمكة نيسان، لأنهم كذبوا على المسلمين واصطادوهم كالسّمك” وتكذيب هذا الكذبة لا ينفي أنّ العرب والمسلمين قد تعرّضوا لمذابح جماعيّة في الأندلس. لكن كذبة نيسان سبقت خروج العرب والمسلمين من الأندلس. لكن وفي الأحوال كلّها فإن الكذب حرام، ولا مبرّر له حتّى لو كان من باب النّكتة.