رحلة ولكن
نجلاء محجوب | الإسكندرية
فرر عمرو أن يستمتع بإجازة لمدة أربعة أيام ينطلق في رحلة قصيرة لقرية عائلته؛ فهي ليست بعيدة، إنها على بُعد بضعة كيلو مترات، وكانوا يسكنون فيها قديمًا منذ أعوام، انطلق بسيارته وهو يسمع نغمات عالية، ويغني بصوت مرتفع، يشعر بالسعادة، ليبدأ جمال يومه وهو يستنشق الهواء النقي، ويرى الأشجار على جانبي الطريق…
يشعر عمرو بسعادة غامرة؛ لأنه لأربعة أيام سيكون بعيدًا عن عوادم السيارات وضجيج المدينة، وسيستمتع بالهدوء والجمال في قرية عائلته، تعطّلت السيارة فجأة ووقف عاجزًا لا يعرف أين العطل وكيفية إصلاحه! وهو في هذه الحالة، مر عليه رجل عجوز، غريب الشكل، كثيف الشعر، مريب، فتحدث إليه رغبةً في الحصول على مساعدته، فأشار العجوز إلى فندق عتيق الطراز، فشعر بشيء من الغموض وعدم ارتياح، لكنه مضطر، فانطلق عمرو ووصل إلى الفندق، الذي أشار عليه العجوز فإذا بموظف الاستقبال؛ سأله عمرو عن غرفة مريحة، فأجابه الموظف: نعم، توجد غرفة متاحة، وأشار له إلى المصعد. فصعد للحجرة وجلس قليلًا، وأصابه الملل من كآبة المكان، فقرر الخروج من الحجرة لاكتشاف المكان، وصار بالممر، وفجأة انقطع التيار الكهربي، وفجأة وجد من أمسك بيده؛ إنها فتاة قالت إنها تعمل بالفندق منذ شهرين، وإن الفندق به الكثير من الغموض، ونصحته بالمغادرة. شرح لها أن سيارته معطلة، فقالت إن لديها معرفة بإصلاح السيارات؛ لأن والدها ميكانيكي، وكانت تساعده أحيانًا. عاد التيار الكهربي، إلا أنه قرر المغادرة، واستأذنت الفتاة للمغادرة معه لمساعدته في إصلاح سيارته، فذهبا معًا. وعندما وصلا إلى السيارة، قالت له: قم بتشغيل سيارتك. وكانت الدهشة حين اشتغل محرك السيارة، فانطلق على الفور دون النظر إلى الفتاة، مقررًا العودة وإنهاء رحلته. وما إن وصل إلى أطراف المدينة، وجد لجنة مرورية تريد الاطّلاع على رخصة القيادة. فسأل الضابط: ما سر غموض هذه القرية؟ قال له إنها قرية الأشباح؛ امتنع الناس عن زيارتها منذ زمن لغموضها…
عاد عمرو لا يتذكر حتى اسمه من شدة الخوف. فنظر في مرآة السيارة ليتنفس الصعداء بعد نجاته مما مر به، فإذا بالفتاة جالسة بالخلف، نظر عمرو في مرآة السيارة فإذا بالفتاة جالسة بالكرسي الخلفي؛
عمرو: من تكوني!!؟
ظهرت الفتاة بصورة أخري
عمرو: ندي !!
دائما ترافقيني في كل مكان بصور مختلفة، انتظري يا ندي لا تختفي فجأة كعادتك، اسمعيني أريد التحدث معك،
فجأة.. اختفت..
اكمل عمرو طريقه للعودة، وبدأ الليل وأشتدت لحظات توتر عمرو وخوفه، وبدأ يسمع خفقات قلبه بصوتها المرتفع، وصل لمنزله وفتح باب الشقة وما أن أشعل النور إلا ووجد ندي جالسة تنتظره..
ندي: انتظرك منذ ساعة لماذا تأخرت؟
عمرو: كيف دخلت !!؟
ندى: ابتسمت ابتسامة يتبعها ثبات النظرات ولم ترد
عمرو: ندي أريد التحدث معك انتظري لا تتركيني فجأة كعادتك وتختفي
ندى: تنظر إليه نظرة حزينة ترافقها الدموع
عمرو: أحببتك تعلمين.. لا تبكي يا ندى انظري لي..
كنت أغار عليك ودفعتك وأنا غاضب فسقطت على الأرض فاندفعت نحوك معتذرًا لكنك لم تردي أنت التي تركتيني يا ندى وموتك بسكته قلبية وليس بسبب دفعتي
ندى: أنت من قتلني يا عمرو قتلتني بكلماتك
عمرو.. عمرو.. عمرو
استيقظ مازلت غارقًا في النوم
عمرو: مَن؟ أمي!!
هل كان حلمًا؟
هاتفتك ندى ثلاث مرات تريد أن تتحدث إليك، اعتقد أنها لديها مفاجأة بخصوص عيد ميلادك
كل عام وأنت طيب وسعيد مع خطيبتك يا بني.