ذاكرة الياسمين
د. ناهد بدران | شاعرة سورية – لندن
يا عالقاً في ذاكرة الياسمين
تعانق مياسم الرّوح
بعطر قدسي …
ها قد ألهبت شمس الضّحى
ذاكرتي …
و راحت تجلد بسياطها اللّاذعة
نعومة العشق ..
لماذا عليه أن يلملم عتمته
من كهف السماء ..
و يمضي دوني… ؟
و يقلّد تلك الجّريئة
مراسم الحياة …
لتفرد نورها و تفضح
دمعتي …
وعدْتُ مقلتي ألّا أبكي مجددا
مسحت عبراتي و ألقيت
المناديل في غياهب الصّمت ..
و امتثلت للفرح ..
أنتظره كل ليلة ..
أسمع خطوات صوته القادمة
من بعيد تصعد أدراج
شغافي بوطء شفيف
تراقصني على شرفة الشّوق
تلبسني من عطره حرير
الأمل فأغدو فراشة …
و أشهى رحيقي ورد
على خدّيه تفتّح
و أجمل زهري بنفسج على
صدره أينع ….
وعدْتُ الفرحة أن أباريها
و أجني من راحتيه..
شغفا يتقطّر في كفّي ندى …
فصفع بالكفين قلبي حتى النّزيف
سال القاني من ثغر القلم
حانقا .. يحرق السطور
يثيرُ السكون .. و يكسر المضموم
و بالكاد حظيت بضمة ..
رفعتُ بها كل أفعالي
حتّى المعتلّة …
فكسرني و خالفَ نهج الأوّلين
و بقي عالقا في
ذاكرة الياسمين ..