قصة خام الحديد في جنوب مصر (أسوان)

مهندس  سيد عوض | استشارى التعدين المصرى والرئيس التنفيذى لشركة بنشمارك للتعدين

(وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) صدق الله العظيم

أكدت الدراسات الحديثة في مجال التعدين التي أجريت في العديد من الجامعات العالمية المرموقة أن مصدر بعض المعادن الموجودة في باطن الأرض مصدرها من خارج كوكب الأرض وعلى رأسها معدن الحديد ونحن الآن ليس بصدد مناقشة قصة الإنزال أو الأهمية الاقتصادية والصناعية له والمعروفة للجميع ولكن هيا بنا نعرف قصة خام الحديد في جنوب مصر تحديداً منطقة أسوان.

عرف خام الحديد فى جنوب مصر منذ زمن بعيد لقد استخدمه المصريون القدماء في منطقة غرب أسوان بالقرب من دير الأنبا سمعان فى صناعة الألوان التي طلوا بها التماثيل والزخارف. وبدأت الدراسات الحديثة على الخام في أوائل القرن الماضي ١٩١٥-١٩٤٥ومنذ إنشاء مجمع الحديد والصلب بعد الثورة بدأ استغلال هذا الخام لإنتاج الحديد لأول مرة فى مصر حيث كان خام الحديد ينقل من أسوان إلى القاهرة عن طريق السكك الحديدية والنقل النهري حتى توقف استغلال هذا الخام بعد اكتشاف خام الحديد فى الواحات البحرية الذى حل محل حديد أسوان لقربه من المصانع في حلوان ومازال حديد أسوان يستخدم في صناعة البويات و الأسمنت وفى السنوات الأخيرة بدأ التفكير في إنشاء مصنع للحديد فى أسوان وتم تأسيس شركة لهذا الغرض وبدأت الاستعدادات للبدء ولكن توقف المشروع فجأة ويوجد خام الحديد في داخل صخور الحجر الرملي النوبي و التي يرجع عمرها إلى العصر الطباشيري ويقسم الحجر الرملي هناك إلى ثلاث تكوينات جيولوجية: 

-تكوين أبو عجاج

-تكوين التمساح 

-تكوين أم برميل

ويوجد خام أكسيد الحديد بالتكوين الأوسط في مستويين يتراوح سمك كل منها حوالى ٥٠ سم إلى متر تقريبا.

 والمتخصصين لا يخفى عليهم أن الحديد عنصر فلزى وهو أكثر العناصر انتشاراً فى الأرض (٣٥,٩%)‏ ويوجد أساساً في هيئة مركبات الحديد من (أكاسيد‏ – كربونات‏- وكبريتيدات‏- كبريتات وسيليكات ) ولا يوجد هذا العنصر علي هيئة الحديد النقي إلا في النيازك الحديدية وفي جوف الأرض‏.‏

والحديد عنصر فلزى شديد البأس‏ وهو أكثر العناصر ثباتاً وذلك لشدة تماسك مكونات النواة فى ذرته التي تتكون من ستة وعشرين بروتوناً وثلاثين نيوترونا‏ت وستة وعشرين إليكترونا‏ت  ولذلك تمتلك نواة ذرة الحديد أعلى قدر من طاقة التماسك بين جميع نوى العناصر الأخرى‏  ولذا فهي تحتاج إلى كميات هائلة من الطاقة لتفتيتها أو للإضافة إليها‏.‏

ويتميز الحديد وسبائكه المختلفة بين جميع العناصر والسبائك المعروفة بأعلى قدر من الخصائص المغناطيسية‏ والمرونة‏ والمقاومة للحرارة ولعوامل التعرية الجوية‏ فالحديد لا ينصهر قبل درجة‏١٥٣٦ مئوية‏ ويغلى عند درجة‏٣٠٢٣ درجة مئوية تحت الضغط الجوي العادي عند سطح البحر‏ وتبلغ كثافة الحديد‏٧,٨٧٤جرام للسنتيمتر المكعب عند درجة حرارة الصفر المطلق‏.‏

نبذة عن كاتب المقال:

مهندس سيد عواد استشاري التعدين المصري والرئيس التنفيذي لشركة بنشمارك للتعدين عضو نقابة المهن العلمية،  عضو الجمعية الجيولوجية المصرية، و عضو المجلس الوطنى للثروة المعدنية، و عضو جمعية أخلاقيات علماء الأرض، و عضو الإتحاد الدولي للعلوم IUGS.، ومحاضر ومدرب لخريجي كليات الهندسة والعلوم تخصص جيولوجيا التعدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى