لا تجادل الأحمق
علي الخفاجي | العراق
اليومَ سَأروي قِصَّةَ من
بِالأمسِ حَديثُ الغَاباتِ
===
بـَعدَ التَدقيقِ فقد وضَحَتْ
إعلاناً للشَخـْصِـيَّاتِ
===
كـُشِفَت أخبارٌ مَصدَرَها
تَسْريباتُ اسْتِخباراتِ
===
يومياتُ الشَرقِ امتَـلَأَت
بِصَحَائِفِ حَسْبِ العَـاداتِ
===
لِجَوابٍ صَارَ مُجَادَلَةً
وتَفَشَّى بَعدَ خِـلافَاتِ
===
يُحـْكَى في يَـومٍ مَـا سَمِعَت
حَيْوانَاتُ البَـرِّيَّاتِ
===
عن قَولِ الثَعلَبِ مَسْألةً
لِحِـمارٍ بَـينَ السَهْــرَاتِ
===
تِلكَ الأخبارُ كـَما وَرَدَت
فالنُـكـتَةُ عَـنْ حَيَوانَـاتِ
===
فَسُؤالُ الثَعلَبِ عَن عَلَفِ ال
بَرسيمِ و لونِ الباقَاتِ
===
كـَسؤالٍ سَهلٍ قـَدَّرَ مَن
بالعَـقلِ ضَعيفِ الطاقاتِ
===
فأجابَ الجَحشُ بِفِطـنَتِهِ
كـَحِمارٍ بـَينَ القَاماتِ
===
يا أبلهُ أصفَـرُ أعـرفهُ
أَوَ تَسْألُ عـَن حَيثـيَّاتي
===
فَتَلَوَّى الثَعلبُ بُرطـُمَهُ
وبَدا في فَتلِ الشَعـْرَاتِ
===
وَ انهالَ جِـدَالاً أجـبَرَهُمْ
لِعِـراكٍ بَـينَ الحَـانَاتِ
===
وَاجتاحَ قِـتَالٌ سَبَّـبَ في
تَـشْويهٍ للقَومِيَّـاتِ
===
ونـِزالٌ أسْفَرَ عَـنْ ضَرَرِ ال
بَاراتِ و بالمَشْروبَاتِ
===
بِتراشُقِ أسْلحَةٍ ضَرَبَت
ما بَيـنَ الرَفسِ و عَضـَّاتِ
===
فَصَفى بالحَالِ إلى أسَدٍ
يَقضيهِمْ شَرَّ العَركـَاتِ
===
سَمِـعَ الإشْكـالَ فأصدَرَ بال
أحكـَامِ وَ حَلِّ العـُقْـدَاتِ
===
و قـَضَت بالثَعلبِ مَحكـَمَةٌ
شَهـراً في سِجْنِ الواحَاتِ
===
وَقـَضى لِحِمَارٍ تَبْـرِئةً
لِجَوابٍ صَحَّ بِلاءَاتِ
===
ما ظَـنَّ الثعلبُ تَنقَلِبُ ال
أحدَاثَ عَـليهِ بِعِـلاَّتِ
===
فَـشَكى بـِكِـتابٍ أرسَلَـهُ
لِزَعيــمِ الغَــابـَةِ كـَالآتي
===
فـيـَقـولُ: عَـلِمْتَ بَـرَائتَـنا
فَلِمـاذا الحَـبـْسُ كـَنـِيَّاتِ
===
ما ذَنبي أُسْجَنُ عَـنْ بَـلَـهٍ
لِحِـمَارٍ رَامَ جِـدَالاتِ
===
و بأنَّكَ تَعـْـلَمُ خُـضـْرَتـهُ
لَونُ البَـرسيـمِ كـَحـُزْمَـاتِ
===
فأتاهُ جَوابٌ أعـْرِفها
بالـلونِ الأخـْضَرِ بِالـذاتِ
===
إنِّي أودَعـْتُكَ في قَفَصٍ
حتى تَـتَـفَـهَّـم غَـاياتي
===
فصَحـيْحٌ ما أخطَأتَ رؤىً
لكـِنْ لجِـدالِ حَـمَاقَـاتِ