تهميش المثقف.. بيده لا بيد عمرو

بقلم: سمير حماد

لماذا يعيش المثقف كل هذا التهميش؟ لماذا كل هذه الحالة من الانعزال , والقبول بالاقصاء؟ إقصائه لذاته قبل إقصاء الآخرين له؟ بعد أن احتلّ دوراً قيادياً لمجمل الحركات الثورية التي قامت، وكل الحركات النضالية , والاجتماعية، في القرن العشرين, سواء تلك التي نجحت, أو تلك التي تمّ إجهاضها من قبل عتاة السلفية والتقليد والرجعية العربية.
ألم يساهم المثقف العربي في الكثير من الانجازات في بلاده, أو سائر الأقطار العربية, في نشر الفكر التنويري  ونقد الأوضاع الراهنة بالرغم من المخاطر التي تعرّض لها والتي وصل بعضها إلى القتل؟ ناهيك عن الاعتقال والتعذيب والنفي وغيرها.
لماذا اختفى دور المثقف الآن؟ ألا يثير هذا الكثير من الاستغراب والدهشة؟ اليس هذا بحدّ ذاته، عائد إلى فقدان المثقف ثقته بذاته, فقبل بتهميشها؟

نعم قام هو نفسه بتهميش الذات، فتكالبات عليها سكاكين المدجّنين, وتبارى الرجعيون، والمتصهينون, والتكفيريون السلفيون, بالنيل من المثقف، إضافة إلى جذب السلطة له, لمتابعة التدجين والدفع به إلى معالف النفاق, ومطبات الكذب, والرهان على الرأي الواحد , ونبذ الاختلاف والراي اللآخر .
لقد استمرّت الصفعات والركلات تطارد المثقفين, حتى فقدوا رشدهم ودخلوا في غيبوبة, لايدركون فيها الجهات, وصالوا وجالوا في عبثية المواقف, التي افقدتهم القيمة والهيبة والأهمية، واخذوا يبتعدون شيئا فشيئا عن الخطوط الأمامية في المواجهة، تاركين المجال لغيرهم لملء الفراغ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى