نموت يوم يموت شغف الخيال فينا
د. أسماء السيد سامح | مصر
نحن جميعًا نعيش جزء من حياتنا في الظل، جميعنا قضى تسعة أشهرٍ من عمره من دون توثيق، ثلة من الكل تحن كل فترة إلى خلوةٍ كخلوة الأرحام حتى تولد من جديد، نحنّ إلى الابتعاد عن كل الأشياء التي قد يتحمس لها غيرنا، كالشهرة، الشريك المثالي، المنصب الممتاز، الوظيفة ذات الراتب العالي، كلها عند المتفردين عبارة عن ظلال وأوهام، نحن الذين نعترف دومًا أنّنا أقل بكثير مما نعتقد أنّنا نعرف، لكن لا تستهوينا بنفس الوقت هذه الأشياء التي يرغب بها معظمنا!
نحن المطوّقون بأشباح الفكر، تلك الخيالات التي تسيطر على جزء كبير من حياتنا غير المتوقعة، هي حياتنا المثالية مرسومة على جدران عقولنا الهشة والمعيبة بالوراثة، نحن المتمردون لبعض الوقت، لكن في النهاية نحن ضحايا الصور المكرّرة، وفرائس لنمطية المجتمع، نحن الذين نموت يوم يموت شغف الخيال فينا، وإن تورمت ظهورنا من عصيّ التوجية التي تتربص دومًا بأهدابنا الشاردة فتستردنا بلكزة تعيدنا إلى واقعنا من جديد!
لأن الجميع حولنا يصر على أنّ الفرح حقيقة فمنا من تقع في فخ هذه الضوضاء في سنٍ مبكرة، إنّه ليس خطأ شخصيا أو فرديا، لا أحد اختار أن يولد بالكهف ولكن هذا هو المكان الذي بدأنا منه، بدأنا جميعًا من مكانٍ صعب وصار هذا المكان محور الأرض ومن عليها لكن دون أن يعترف بذلك أحد.