صوت من التاريخ
شعر: علي المصري الأزهري
صوتٌ من التاريخِ ثار فكبّرا
لمّا نطقت بملْء فِيَّ الأزهرا
===
ومضى يرتّل سورةً بلسانه
حتى شممت من الشفاه العنبرا
===
من ألف عام للشريعة حافظ
عبر العصور يردّ عنها المنكرا
===
ورجاله قوم إذا جالستهم
فيهم ترى البِشْر العظيم مصوّرا
===
بعمائمٍ تعلو الرؤوس كأنهم
جيشٌ يقول بأنه لن يكسرا
===
وإذا تكلّم في المجامع ربّهم
سترى الفصاحة والبلاغة حضّرا
===
إن الأزاهرة العظام قلوبهم
قلب الوليد فلم يزل هو أخضرا
===أ
حلامهم قد وسّدت بضمائرٍ
هي في البريّة لا تباع وتشترى
===
أبناء مصر يقدّمون مواعظا
فاذهب بقلبك للمداءن والقرى
===
هم كالمآذن في الشّموخ عصيّة
عند العراك وتستحثّ المنبرا
===
واسأل بربّك إن أردت مآثرا
منهم فنابليون ولّى القهقرى
===
والإنجليز قد اكتووا لما رأوا
نهرا من الجمرات فيهم إذ جرى
===
مَدُّوا خيوط النّور حتى أيقنوا
أن الظّلام سينجلي مهما سرى
===
أنا أزهريٌّ كلّما ردّدتها
المّاء في جوفي تحوّل كوثرا