مقال

انا وجحا!

الفنان مصطفي الشيخ | القاهرة

جلست ليلة مهموما متعجبا من احوال الناس متسائلا كيف ارضيهم على اختلاف نوازعهم واهواءهم.. فقلت لو تحدثت مع أحدهم قد لا يصدقك القول ويخلص في النصيحة.. فالمحب قد يجاملك ومتصنع الود قد يقترح عليك فكرة ويقسم لك انها عبقرية وما أراد بها الا ان يزيد حيرتك ويقض مضجعك.. فقلت استدعى خيالي واشاوره في أمري فسالته هل لك ان تساعدني فقال .على الرحب والسعه.. قلت هل تستطيع.. قال ان لم انفعك فلن اضرك.. قلت له كيف ارضى الناس؟ قال سألت عن عظيم.. ثم اتبع قائلا يمكن لي ان اتسع واستدعي لك من أعماق الزمان البعيد رجال ساسوا الناس لتنتفع بتجاربهم فهل تحب أن استدعى لك معاوية ليحدثك عن شعرته التي كانت بينه بين الناس والتي كان يقول عنها لو كانت بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت.. إن شدوها ارخيت وان ارخوها شددت.. فقلت معاوية كان سياسيا وانا اخذت عهدا على نفسي ان ابتعد عن السياسة وتجاربها المريرة ونتائجها الأمر.. فقال لي خيالي من استدعى لك إذا؟ فقلت هل باستطاعتك ان تستدعي لى جحا صاحب المفارقات الشهير فاستحسن خيالي الفكرة ورحب بها وقال اغمض عينيك قليلا وسيكون جحا بين يديك.. وبالفعل اغمضت عيناي واستدعي خيالي عمنا جحا.. فقلت يا عمنا اسف لازعاجك واستدعائك من زمن جميل ومفارقاته أجمل الي زمن غريب واناسه أغرب واحوالهم أغرب واغرب.. فتبسم وقال لا عليك فأنا اخذ كل شئ ببساطه وليس على اعصابي كما تفعل.. فقلت لن أطيل عليك.. استدعيتك لاتعرف على تجربتك في معاملة الناس وماذا تصنع لترضيهم.. فقال هل سمعت حكايتي عندما كنت أسير انا وابني والحمار.. فقلت قرأتها ولكن من سمع خير ممن قرأ.. فقال كنت أسير انا وابني والحمار فتعجب الناس وقالوا معهم حمار ويسيرون على أقدامهم.. فركبت الحمار وسار ابني الي جانبي فقالوا يركب وحده ويدع ولده الصغير يمشي ما هذه القسوة.. فنزلت وركب ابني فقالوا لم يحسن جحا تربية ولده كيف يركب ولده ويدع والده يمشي.. فركبنا معا انا وولدي فقالوا هل نزعت الرحمة من جحا؟ هوه وولده فوق الحمار.. واحسست بالذنب تجاه الحمار فحملته لاكفر عن مظلمتي له فقالوا جن جحا.. واخيرا أدركت انه لا سبيل لارضائهم.. فقلت وماذا صنعت.. قال الناس كثيرون ومتعددون في ميولهم واهوائهم.. وانت لك ضمير واحد أليس كذلك؟ قلت نعم..قال أيسر لك ان ترضى واحدا او ترضى شركاء متشاكسون.. قلت ارضى واحدا طبعا.. قال اذن ارضى ضميرك ودعك من الناس.. وفجأة وجدتني اصرخ في منتصف الليل واقول وجدتها وجدتها واذا بالمدام تأتي من الغرفة المجاورة مسرعة مرددة بسم الله الرحمن الرحيم…. كنت بتحلم ولا ايه.. خير اللهم اجعله خير.. فقلت لها نعم كنت احلم ان اناسا يسعون خلفي لمضرتي ولكن جحا وقف وتصدي لهم.. قالت وماذا كنت تقصد ب.. وجدتها..وجدتها.. قلت عصا جحا التي كان يطاردهم بها..قالت وكيف انت الان قلت ارتحت كثيرا واستطيع الان ان اخلد الي النوم. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى