مت فولدت

حسن رمضان / لبنان

أنا الذي كان
ماتَ الآن
دفنتُ ذكرياتي
مزّقتُ كتابَ حياتي
وحكمتُ عليَّ بالنسيان
تحرّرتْ من الملاعين
من ساسةٍ صادروا منّي السنين
قرأتُ الفاتحةَ على عمري
قرأتها لأباركَ عمري الجديد
الآنَ الآنَ وُلدَ الإنسان
ذهبَ الحمارُ والتيسُ ذهب
ذهبَ العجب
ولم أعُد أمارسُ النُّباحْ
إكتفيتُ من الجراح
دفنتُ كلَّ شيءٍ
وأنا الآنَ مختلفٌ عن كلِّ ما كان
كنتُ حماراً يحملُ أثقالاً
وتيساً لا أفقهُ شيئاً
الآنَ أعرف الألوان
لم تعد الألوانُ أعلاماً حزبيّة
الأحمرُ لونُ دمي وحديقتي الورديّة
الأصفرُ لونُ حنطتي الذهبية
الأخضرُ لون التجدد وأحلامي النرجسية
أمّا الاسودَ فهو مُحرّضي على السير تجاه الضوء
كان ألميّتُ سجيناً في زريبة الزعيم
وأنا الآنَ خارج القضبان
كفرتُ بالسّجنِ والسّجّان
وكفرتُ بالحاشيةِ وبالغُلمان
أنا الذي كان
ماتَ الآن
وأنا الجديدُ العائدُ إلى ساحة الإنسان
لم يعُد الدّينُ لعِقاً على لساني
ولم أعُدْ خروفاً في حضرة الوُعّاظ
إهتديتُ إلى ربّي
وأعدتُ لعقلي مفاتيحَ الإبداع
أعرفُ طريقَ الجنّةِ
كنتُ مُضلّلاً لكنّي اهتديت
الآنَ وُلدتُ فعرفتُ حقيقةَ الإيمان
أمنتُ بالحبِّ النقيّ
لا ليس الحبُّ سريراً للمضاجعة
كلّ شيءٍ الآنَ يحتاجُ المراجعة
الحبُّ حنانٌ وحنين
وردٌ وياسمين
صِدْقٌ ووفاءٌ وعطرُ سنين
لا يكترث للحواجزِ
ولا تصدّهُ القوانين
لن تنتهي صلاحيتهُ
هو زينة العمر الثمين
أنا الذي كان
ماتَ الآن
وأنا الآنَ رسولُ الأمل وبوصلةُ العاشقين

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى