إنها الحرب

د. سمير شحادة | فلسطين

إنها الحربُ يا بسوسُ

فهزّي خصرَكِ البانَ

كي تشتعلَ النارُ

واتركي الناقةَ الأدماءَ ترعى

تنتقي ما تشاءٌ من عشبِ الحمى

فكليبُ ماتَ من زَمَنٍ

وماتتْ وصاياهُ

والقومُ نصفٌ في غفلةِ

شاردُ اللُّبِ تائهٌ

أعمى

لا يرى النارَ التي استعَرَتْ حولهُ

وأحرقَتِ الزرعَ

وجفَّ من لهيبِها الضَرعُ

ونصفٌ نازفُ الدَّمِّ

ياكُلهُ الجمرُ

والكلُّ في حومةِ الموتِ صرعى

فافرَحي يا بسوسُ وغنّي

والبسي فوقَ ثوبِكِ الخزِّ

درعاً فدرعا

لاتخافي الحُسامَ

لا تخافي السِّهامَ

لا تخافي السِنانَ

واشربي نخبَ من ماتوا

واهتِفي للوطنِ المجروحِ هتافَ النصرْ

ودعي ناقتك الجرباءَ ترعى ما تبَقَى من صبرٍ

في نفوسِ النائمينَ

الميِّتينْ

علَّهم يصحونَ

يشربونَ نخبَ موتِهِمِ المُزِّ خمرا

إنه الموتُ يا بسوسُ

فهُزِّي خصرَكِ البانَ

كيْ يشتعلَ الموتٌ فينا

واتركي الناقةَ الجرباءَ

في الحِمى ترعى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى