أدب

مقطع من سيرة ذاتية

بقلم: حياة الرايس | باريس

….وكدودة العنكبوت، عشّشت ما بين الحرف والحرف، الذّي علق بي وبدا مغريا، جميلا، لألاء، شاقّا، ثقيلا، طويلا، عميقا، كالدّهر. وتهت في متاهات النسّيج وصار الحرف عمقي وبُعدي، حياتي وموتي، بدايتي ونهايتي، دافعا عنّي فجيعة العمر ورادّا عنّي نكبة الأقدار، تعويذة أتّقي بها من شرور الحياة، وأقاوم بها هلع الفناء وفجيعة الإندثار.
وقد كنت أراني قبل ذلك حفنة تراب، تبعثرها الرّياح وقت العاصفة، لتؤول غبارا وهباء منثورا…
مسكت بيدي على الحرف كالماسك على جمرة في زمن تزاحمني فيه بنات جنسي وتتحدّينني في مواجهة الموت بما يتدّفق من أرحامهن.
وكما تحمل الأمهات أطفالهن وكما حمل “جلجامش”عشبة الخلود حملت الحرف ليكون الشاهد الوحيد على الحضور بعد الغياب.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى