الكاتبة السورية نسرين الطويل | سان فرانسيسكو
ياسيدي الرجل ما كان خطأي الكبرياء يوم واجهت غرورك في أن تحطمني فخسرت أنت رهانك الأخير في إقصاء ثقتي بنفسي التي خلقها الله بي ،
قد يكون من الصعب ان يدرك البعض أن الإنكسار هو إقصاء لكبرياء الأنثى فعندما تكون المرأة بألف رجل ، فإن هذا لايقلل من قيمتها بل على النقيض تماما لأن تلك المرأة قد تكون أمك التي ستضعك بين يدي الحياة بعد تسعة أشهر من عذاب حمل ، وبعد صيحات في مخاض ، أو كانت تلك الأنثى هي إبنتك في مواجهة ذئاب الحياة .فيا آدم يا سيدي الرجل لاتخجل من دموعك إن أتيت حواء في بكاء ، فكم من بكاء بصدق يصنع آلاف الرجال ، فغروري يوم شتمني من شتمني أنه ما كان أن يقتحم حصني المنيع ، يوم بنيته حجرا حجرا في إباء .فلا يخجل من يلوذ بحصني فبابه مثلي عالي السناء ، وهو السور الأخير الذي يحميك إن واجهتك الدنيا بغدر وقد أوصد بوجهك كل باب وبجبيني يلوذ الرجل من غدر وحتى من قهر الرجال .
فأنا حواء فلاتصغرني إني إن لم أخدع بمعسول الكلام ولاتتهمني أنني كنت في قمة الغباء ، ولاتنعتني إن لذت بالصمت أني خرساء ، ولا تظن إن تظاهرت بتصديق كذبك يوما أني كنت بلهاء ، فأنفي لايشتم سراب العطور، وله بإبائه أن يطير بين السحاب في السماء ، فكبريائي إبائي الذي لايقدر بمال .انتظرت ياآدم طويلاً إنكساري في ركوع ، فليتك أرحت قلبك وليتك أتيتني لتراني خمس مرات في كل يوم وأنا لله في صلاة في ركوع في سجود وحتى في إنكسار.