مقال

كبرياء إمرأة أسمها حواء

حقيقة الاكتمال وحقيقة الوعي

الكاتبة السورية نسرين الطويل | سان فرانسيسكو 

ياسيدي الرجل ما كان خطأي الكبرياء يوم واجهت غرورك في أن تحطمني فخسرت أنت رهانك الأخير في إقصاء ثقتي بنفسي التي خلقها الله بي ،
قد يكون من الصعب ان يدرك البعض أن الإنكسار هو إقصاء لكبرياء الأنثى فعندما تكون المرأة بألف رجل ، فإن هذا لايقلل من قيمتها بل على النقيض تماما لأن تلك المرأة قد تكون أمك التي ستضعك بين يدي الحياة بعد تسعة أشهر من عذاب حمل ، وبعد صيحات في مخاض ، أو كانت تلك الأنثى هي إبنتك في مواجهة ذئاب الحياة .فيا آدم يا سيدي الرجل لاتخجل من دموعك إن أتيت حواء في بكاء ، فكم من بكاء بصدق يصنع آلاف الرجال ، فغروري يوم شتمني من شتمني أنه ما كان أن يقتحم حصني المنيع ، يوم بنيته حجرا حجرا في إباء .فلا يخجل من يلوذ بحصني فبابه مثلي عالي السناء ، وهو السور الأخير الذي يحميك إن واجهتك الدنيا بغدر وقد أوصد بوجهك كل باب وبجبيني يلوذ الرجل من غدر وحتى من قهر الرجال .

الكاتبة السورية نسرين الطويل

فأنا حواء فلاتصغرني إني إن لم أخدع بمعسول الكلام ولاتتهمني أنني كنت في قمة الغباء ، ولاتنعتني إن لذت بالصمت أني خرساء ، ولا تظن إن تظاهرت بتصديق كذبك يوما أني كنت بلهاء ، فأنفي لايشتم سراب العطور، وله بإبائه أن يطير بين السحاب في السماء ، فكبريائي إبائي الذي لايقدر بمال .انتظرت ياآدم طويلاً إنكساري في ركوع ، فليتك أرحت قلبك وليتك أتيتني لتراني خمس مرات في كل يوم وأنا لله في صلاة في ركوع في سجود وحتى في إنكسار. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى