أدب

افرش بسماتك فوق الماء لأعبر

الكاتب الصحفي مجدي شندي | القاهرة

في كل مساء يأتي كالظل ويحتضن الأشجار العجفاوات بقلبي
ألثم يده ، من علمني التحليق وراء الأزمنة الغبراء وعلمني أنجو حين تغوص الأقدام في لجج الزيف
من علمني على جدران الأبدية نقش الحرف
من علمني أسلك دربي مبتسما بين سراب وضباب ويباب وعذاب
من علمني ألا أغلق في وجه الأمل الواهي الباب
ألا أسلو الأحباب ، وإن فروا بحثا عن طوق نجاة من ماء المعنى المضني اللا مرئي
من علمني أتمدد كجذور النخل إلى أعماق الأرواح المنكسرة أبني فيها صرحا من وهج كالعنقاء
من علمني طبع الصبار الجبلي حين يغالب عطشا بيقين غيبي أن يأتي يوم يُروى
من علمني أحيا بين رماح تتناوشني من ست جهات
من علمني العشق ولو في غابات مغلقة من بغضاء
ليتك – ياظل الروح – تتجسد تنزعني من وحدتي القاتلة وحزني، فأنا منفي وغريب
أخشى خوفا كالطوفان من أن أسقط في بئر الأسر
فاستيقظ من موتك وافرش بسماتك فوق الماء لأعبر.
– خوف؟؟؟ لم تخلق يا ولدي للخوف
خذ بيمينك حرفا دريا ، إن قطعوها رفرف باليسرى تلك جناحك ، إن قطعوها حلق بالقلب وشكل حرفك بشرا من نور ، هَوْنًا يمشون ، فإن نالوا منك أو حتى أردوك قتيلا ، لا يجد الموت إليك سبيلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى