عُد بِي إلي أَرضِى الحَبِيبةِ
محمود مفلح | فلسطين
مَالِي وَقَد حَانَ الوَدَاعُ يَدَانِ
مَالِي سَوى قلقي سَوَى هَذَيَانِي
نَضَبَ الكَلامُ وَلَمْ يَعُدْ فِي مُكْنَتِي
أنْ أَرْدِمَ الأحزانَ بِالأحْزانِ
هَذَا خَرِيفُ العُمرِ يَقرَعُ مَسْمَعِي
وَزُهُورُه جَفَّتْ عَلَى أَغْصَانِي
أَتْلُو كِتَابَ اللهِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
وَتَشُدُّ أَزْرِي سورَةُ (الرَّحْمَنِ)
فِي كُلِّ يَومٍ عَائِدٌ ٌوَمُسَافِرٌ
وَضَجِيجُ طَائِرَتِينِ فِي آذَانِي
صَلَّيْتُ فِي عِزِّ الظَهِيْرَةِ أَرْبَعَاً
وَنَسِيْتُ إذْ صَلَّيْتُ فَوقَ ثَمَانِ
مَنْ قَالَ إنَّ العُنف بَعْضُ سَجِيَّتِي
أَوْ أَنَّ هذا القلب من صوان؟
وَأَنَا إذَا مَسَّ الأَحِبَّةُ أَحْرُفِي
بِعِبيرِهَم هَزَّ العَبِيرُ كَيَانِي
وَأَقُولُ إنّي لا أزَالُ مُعَتَّقَاً
بِالشِّعَرِ مَوْصُولَاً إلى (حَسَّانِ)
عُد بِي إلي أَرضِى الحَبِيبةِ مَرَّةً
أَو فليعد لأصوله جُثْمَانِي
عُدْ بِي لِأَرشف فِي العشية قَهْوَتِي
لأعيد رُوحَ البُنِّ لِلْفِنْجَانِ
عُدْ بِي إلى بلدي إلى زَيْتُونِهَا
عُدْ بِي إلى غَنَمِي إلى غُدْرَانِي
إنِّي أَخَافُ عَلَى طيورِ حَدِيقَتِي
مِنْ طُولِ هَذَا البُعدِ أَنْ تَنْسانِي
وَأَخَافُ أَنْ تَنْسَى الوُرُودُ َمَلَامِحِي
فَيَجِفُّ عِطرُ الوَردِ حِينَ يَرَانِي
وَأَخَافُ إنْ لَاحَتْ دِيَارُ أَحِبَّتِي
أَلَّا تَصِيحُ بِهَا سِوَى الغِرْبَانِ