أدب

المرأة قاسم مشترك في مجموعة طقس اللذة لمنال رضوان

نجلاء احمد حسن | مصر

تطل علينا الأديبة والمبدعة منال رضوان عبر مجموعتها القصصية المتنوعة بعنوان شهي وهو طقس اللذة بفكرة جديدة تتمحور حول مجموعة جديدة من الافكار المتنوعة قاسمها المشترك هي المرأة فقد تكون بطلة القصة او تكون شاهدة وراوية لها وفي مراحل حياتها المختلفة
في بداية الكتاب تظهر عبقرية الإيجاز بعتبة النص ، في شكل كلمتين كل كلمة يمكن أن يسرد لها فصلا من علماء اللغة وعلماء الاجتماع وعلم النفس وعلماء المناخ ايضا ، فإختيارها لكلمة طقس وهي حالة الجو العام فهو اما باردا او حارا او معتدلا او متقلبا وهو المسيطر على الجميع فلا أحد يستطيع إنكاره او البعد عنه او الاختباء منه او الفكاك من براثنه فهو حقيقة وقوة ، وترتبط كلمة طقس بالمعنى الروحي هو ممارسة شكل من اشكال التفاعل الانساني الروحي بشكل منتظم لنفس تلك المناسبة الروحية او الدينية ، وإرتبط اللفظ بالاحتفالات الدينية والاجتماعية ، اما كلمة اللذة ،فهي حالة تغزو الخلايا العصبية للكائن الحي يشعر بها بأنه منتشي وسعيد ومحلقا في فضاء جديد يخصه ، بعيدا عن متاعب الحياة اليومية ، ولغة هي إدراك الملائم من ما هو غير ملائم، وهو شعور يرتبط بالحواس كالطعم واللمس والجنس والفكر ولذة السمع والخيال والبال .

إرتبطت اللذة بتسويق العديد من الصناعات لقدرتها التأثيرية على مزاج الانسان ، بل على طريقة حياته اثناء الممارسات اليومية ؛ كشراء الحلوى واقتناء اللوحات الفن التشكيلي او مشاهدة الأفلام او ممارسة الألعاب المختلفة بل وسماع الموسيقي وطريقة الطهي ايضا ؛فاللذة وهي المفتاح السحري للدخول الى عالم السحر والجمال وممارسة الحيلة باستمتاع فهي عتبة نص موفقة من المبدعة الاديبة منال رضوان
تبحر بنا منال رضوان عبر سفينتها الثرية في رحلة حول احوال المرأة صغيرة وطفلة وصبية وناضجة ومحبة ومحبوبة واحيانا متألمة وعاجزة عبر متوالية من طقوس اللذة ، ففي القصة الاولى وهي بعنوان حلوى ذائبة تبدأ بجملة رحلة مدرسية… وعند مطالعتنا لتلك الجملة تتزاحم الأفكار في رأس المتلقي ويسترجع رحلات الطفولة ،برفقة الزملاء ولكن المبدعة منال رضوان أخذتنا الى نظام مدارس الراهبات الصارم ، والتي تلتزم بالتعامل مع الصغيرات بحزم فأصبحت مرادفاتها عن تلك المحرمات مثل طلاء الاظافر المحرم ، وتوك الشعر الملونة بل وطريقة المشي الصارمة ، وأصوات الأحاديث الخافتة، والخوف المسيطر من تعابير وجه المدرسات الصارم مع الصغيرات ولكن المفارقة ، ان تلك الرحلة هي لمكان أكثر بؤسا لمستعمرات الجذام وكأن الرسالة واضحة بأن هناك من هم أكثر بؤسا .


القصة الثانية بعنوان مذاق خافت
لتحكي عن عالم اشترك العالم في عشقه على إختلاف لغاتهم وجنسياتهم وهو عالم القهوة كأحد طقوس اللذة ؛ التي يحرص عليها أصحاب مزاج القهوة العالي ؛ من أول لحظة إقتناء فنجان القهوة الخزفي ، إلى درجة حرارة لهب كنكة القهوة ، إلى طريقة طحن فصوص القهوة ، إلى طريقة تحميصها ولكن المبدعة منال رضوان أدخلتها في أجواء جديدة وفكرة مختلفة وكشفت ذلك العالم المدهش ، حيث أن الراوية حاولت رغم المتغيرات الاقتصادية التمسك بتلك الطقوس وسردت لنا حالة طقوس إحتساء القهوة وبعد الإنتهاء من تناولها ،بطقوس أخرى و بتسالي النسوة بقراءة بقايا رواسب تنوة القهوة ،والمحاولات المضنية للسباحة في خيال المستقبل وقراءته ولكن هذة المرة نجد طقس الشاطيء الساحر متناغما مع لذة احتساء القهوة.

أربعة قصص تجسد زيف السلطة وخداع المناصب
القصة الثالثة بعنوان العصا المقدسة والقصة الثانية عشر طقس اللذة والثالثة عشر أحبال معقوفة كعطر زائف تحكي حالة الزيف والخداع التي تربيها سلطة المناصب الخادعة
عنوان المجموعة فلسفة الحياة التي لا تترك أحدا ، إلا وركب موجاتها صعودا وهبوطا ، وكلها تسير في طقوس لذة الحياة ومن أول وهبة أجدني اسبح بخيالي الى عصا موسى التي شقت البحر ونجت بقوم موسى إلى بر الامان
ولكننا نجد طقس جديدا، لصاحب العصا الثمانيني الضخم الذي تقاعد عن منصبه بعد أن تمت إدانته بتعذيب المعتقلين ومازال ينكر تلك التهمة وانه يحول نفسه إلى مجني عليه وانه ضحية وليس العكس؛ وأنه يمارس لذة إحساسه بخشوع من حوله إلى عصاته, التي يلقيها أمام من يمشي امامه ليثبت لنفسه انه مازال بقدرته التأثيرات على من حوله ، ولكن العصا فقدت أهميتها بهرولة رجال الإسعاف لحمل صاحب العصا وتركو العصا ملقاة مهملة على الارض، وهو رمز إنتهاء القهر الذي يمارسه صاحبها ضد عصاة أوامره ورغباته ، وفي قصة أحبال معقوفة
قصة رمزية توضح ان رفقاء الحياة قد تجمعنا بهم معاناة الصعود والازمات ولكن عند انتهاء الظرف تنتهي تلك الحبال المعقوفة بينهن بانتهاء مشاركة المعاناة ،ولكن البعض يملكه الحنين بالذاكرة ولكنه ينسى أفعاله الأولى.


الرابعة مراكب بلا اشرعة : ميثولوجيا تأخذنا الى قرية بدائية تخاف من صورتها بالمرايا ، رغم أنها قرية تحيط بها صفحات المرايا الطبيعية ، من اتجاهات مختلفة تسرد لنا الاديبة منال رضوان حالة تلك القرية البدائية وكأني أرها دولة إفريقية ممن يعتقدون بالديانات التقليدية مثل عبادة الاجداد والاسلاف ، فنجد الاديبة منال رضوان تعنون الفقرات بكلمات أحاطت بها معاني ومفردات الظلام والصمت والوحدة و الخطيئة وأخيرا الحكم ،وكأنها تسرد تسلسل الحالة فالكلام يسبق الصمت ثم يلازمه في حركته و وتاتي الوحدة وشعور الغربة الذي يسيطر والخوف من وقوع الخطيئة والحكم والخطيئة ثم الرحيل والنهاية
ثم تظهر الطفلة ذات الاعوام الخمسة واستخدمت الكاتبة لفظ الكف الواحد لتظهر كم هي منفتحة على العالم رغم صغر سنها وكم النقاء الذي يحمله قلبها الصغير النقاء موجود بين قلوب البشر
تحضرني هنا قصة يوسف ادريس وهي نظرة حيث تشابهت قصتها ببطلة قصة مراكب بلا اشرعة فهي تشبهها في الحركة وروح وووصف الجسد وشرودها نحو المستقبل بل وإستسلامها للاقدار
الخامسة
من وحي ليلة عاجزة ص٣٧ وفي تجربة المرض تجسده الكاتبة منال رضوان ؛ حلما بألوان الأسود والرمادي والأزرق ثم تدرجات اللون الأخضر واللون البرتقالي والأصفر ؛ مابين ألوان المرض والمرح والذكرى، والأمل ثم تنقلنا الىصور الحلم بوجود أسنان مهملة مغرورة في حوائط وكريات ملونة تسبح في بحر من اللون الأحمر ، وخروج الى رحاب الشاطئ وكرة ملونة في ذكرى الخروج الى عالم اللهو وتمزجه بواقع أليم لموت الام وهي أصعب لحظات يمر بها الانسان في حياته وهي فقد السند وفقد الرحم والرحمة وعموم حالة الصمت الاخير

السادسة سعدة والحزون قصة تحكي عن إرث ثقافي وهو النحس والشؤم الذي يرتبط بالمرأة التي يموت زوجها فيصب المجتمع لعناته وغضبه فيها رغم ان القدر والعمر هو الذي حكم لزوجها بذلك
تبدأ الاديبة منال رضوان قصتها سردها انغام الفلكلور ،ممتزجة باساطير الريف البعيد ، عن مس الجن للاطفال والصورة الذهنية عن المرأة التي تتزوج ويموت زوجها ( وشؤم الزوجة بومة البين ) وشؤم المغزل وطقوس سكب الزيت لاذهاب النحس وحالة الأسر الكبيرة العدد التي تصبح مع الوقت مترهلة الحال بعيدة عن أي رفاهية يصيبها العجز رغم وجود الجدة التي دوما تصنع رحمة فوق الرحمة ، فموت الام وانقطاع رحم الرحمة وسرسوب الحياة السحري والباعث على الحياة هو الأكثر. غلاء فهو شريان الحياة التي يمدها الرب في فم الوليد المنزوع من رحم الأمان
ترصد منال رضوان حالة تقريرية ، أن لا أحد كحنان الأم ،حتى وإن كانت الخالة أخت تلك الأم ،لتصبح الأخت الكبرى هي الام البديلة الحقيقي لحنان الأم
السابعة اختفاء
قصة قصيرة جدا ولكنها تكشف حالة التلصص التي تحدث دوما بين الخادمة والسيدة التي كانت تكتب خطابات الى معلمها وربها ولتنسج قصة تظهر في النهاية انها تكتب معاناتها من مرض ساقيها وعدم قدرتها على الحركة دون مساعدة
ولكن هل يختفي الله ابدا ولكن لما تلك المفارقة التي كشفت عن نوع آخر من المناجاة اليائسة لطلب معجزة من رب المعجزات
الثامنة لوحة زيتية
تظهر لنا الاديبة منال رضوان التماهي والتحود بين الانسان وتاملاته في الأشياء المحيطة به فقد يصبح مطابقا لتلك الأفكار فقد أبت اللوحة أن تتحرك إلا وقد تشابهت مع الراوية وهي علاقة الانسان بالاشياء التي تصبح مع الأيام تمثل حياته وشكل نشاطه اليومي ، بل وقد تفرض إرادتها الخفية على حياته
التاسعة لقاء عابر تسرد فيها الكاتبة منال رضوان فقدان الشغف واللذة حالة حب ولا حب حالة قرب بلا توهج تصاحبها طقوس المحبين بين السؤال والضحك والابتسام للعالم من جديد ولكن كل منهما يرجع غريبا تاركا الطاولة لتسقطب محبين جدد
العاشرة بنت يهود ما بين عاميير وإليزار ليس حبا، ولكنه حالة من الوقت المستقطع من الحياة فعاميير يعيش كما يشاء واليزار تفهم ذلك وتعشق اللغة العربية وشعر ناجي وأصبحت ليزا إحدى طاقات النور في مجتمع يبتعد عن النقاء
الحادية عشر ذاكرة التبغ تظهر تلك القصة التنمر والاستهزاء وتجربة عيادة التجميل وعدم تطابق الصورة الذهنية للانسان عن ما تعكس المرايا الاستهزاء بنقائص الاخر ولعنة التبغ
ثلاثة قصص الخامسة عشر الناسك ص٨٨ والسادسة عشر الدرويش والسابعة عشر تعويذة طهر مابين التصوف و حالة التبرك بدماء الناسك الماكث في قلايته ويطلب منه بائع الخبز دعوة ولكنه لا يجد صدى من السماء لدعائه وتعثر الراهب بحجر افقده افقده توازنه وسالت الدماء
وفي الدرويش تجوب بنا في تلك الطقوس الروحية التي تجمع بين الدرويش وأحدهم الذي تبرك بمعطفه المهترئ وارتشافه الماء من الزجاجة ذاتها غير عابئ بخطورة الأمراض
ولكن صوت إيمانه بالاجواء الروحية أعلى بكثير من الاحترازات الصحية
وفي تعويذة طهر ٩٧ تكمل القاصة منال رضوان حالة مرض وموت جنين وصراخات مكتومة لأم وقابلة أضاعت رفاهية الحزن منذ زمن بعيد ورغم صنعتي المشهودة لها لم ينضج وعائي شيئا اي انها لم تلد رغم أنها تسعد جميع النساء بمساعدتهم على الولادة والفرحة بابنائهم لملمت قصاصات ولم اخذ منهم اموالا بل انني منحتهم تحويجة طهر الأيام القادمة كأنني كاهن يمنح صك الغفران انصرفت مسرعة لابحث عن حياة جديدة بقبضة الموت
الثامنة عشر الصباح الأول قصة قصيرة جدا عن ضوء جديد تلتمس خلف نفذتها وكأني أرى الوليد الصغير يأخذ خطواتها الى النور
قصص حالات العجز واليأس فتاة الظل والحفل الاخير وحبة الكرز وقصة بينو والدمية
التاسعة عشر حبة كرز ص ١٠٥ حكايات المرأة لا تنتهي في مخيلة منال رضوان فهي ترصد المرأة شابة وعجوز فرصة حبة الكرز لقيمة تدل ان الجمال والخير لا يقتصر على احد ولا على عمر واحد . فتلك العجوز التي تلملم ثمار الكرز لاطعام حفيدها ويال المفارقة ان تجمع كرزا للوضع على كعكات للزينه ولكنها تطعم به ذلك الحفيد المسكين ونجد رمزية حقول الكرز والنهر وموجاته المتلاحقة
العشرون الحفل الاخير
تلك الأنيقة الجميلة المصابة بمرض شلل الرعاش والتي على اثره تقدم مقطوعتها الأخيرة على أصابع البيانو بالمسرح الكبير وسط الاضواء ولكنها تنثر الابتسامات و الورود البيضاء كرسالة سلام للجميع حتى لمن ضايقها وقد اعربت المبدعة منال رضوان ان كل تلك التقارير التي استلمتها وضعتها بسلام بجوار نوتتها الموسيقية بسلام وكانها تعتز بمرضها اعتزازها بعملها طوال سنوات عمرها
الأحد وعشرون فتاة الظل
الثاني والعشرون شمع ورمال
ترصد الروائية المبدعة حالة تجسيد الفنان احبها ووقع في غرامها الانثوي رغما عنه ورغما عنها وكم كان ذلك الرصيد العظيم من الجوائز حالة الرجاء لحاله بعد ان وقع في قلبه شغفه بتلك التحفة الانسانية ذات الجمال المصفى عاش يوم وليلة امام منحوتته المغرم لصاحبتها ولكنه يصحو من حالته الفنية بذوبان تلك الشموع التي حملتها ملامحها الرائعة على حذائه الانيق
ولكني اتسال عن تلك الحرارة التي اذابت الشموع اهي من فرط حرارة الجو بسبب عطل المكيف الهوائي أم انتقلت إليها نار قلبه المشتعلة بشبقه إليها
الثالث والعشرون بينو
حالة سيدة أحبت عطر “بينوسيلفستر” الذي يضعه حبيبها وقضت ليلتها في محاولات إزالة ذلك التراب الذي علق على غطاء الزجاجة المتخذة شكل شجرة الأرز وبين زجاجة العطر ولكنها هذه المرة تهتم بالزيارة لكي تتعطر لمشاركة جديد لليلة جديدة لعله يسعد بذلك العطر
الرابع والعشرون الدمية
توحدت الاديبة منال رضوان مع دمية عرض خشبية تتحرك في مسرح تحت الاضواء وقد انقض الحائط من حولها ولم تعد تملك من أمرها شيئا فهي تحمل راس مطاطيا ولكنها تستجيب لمحركها الذي يتحكم في أمرها طوال الوقت ويعني التصفيق والظهور وهي بلا ارادة حقيقية
****الخامس والعشرون مرآة
دائمًا ما تتحدث المرآة عن مواجهة النفس ومواجهة الحقيقة وهو ما رصدته المراة من تحالف الوقت والزمن ضد علاقة المحبين فهي شعف اللقاء و والم الفراق وما بينهما من لحظات سعادة وحب وحرارة ومتع ولكن المرأة والمواساة دوما يصغي اليها العقل فلا وقت للألم ولا عمر لاضلعة ال قت في أمور محسومة
السادس والعشرون قنديل الزيت
تشابه بين رائعة يحي حقي قنديل ام هاشم لبطولة القصة العمياء التي تبيع من عمل يديها في ظلامها الحالك فقد كان البيع مجديا ولكنها تتحرك نحو القنديل الذي تستشعر دفء ولكن هذه المرة نفذ الزيت ونفذ الدفء واستسلمت للبرودة للمرة الاولى وكانها قنديل الروح قد نفذ بنفاذ الدفء ونفاق العمر
السابع والعشرون فرشاة مفقودة استدعاء ذكرى وصورة مصاحبا لصراخ طفلة اسوانية ذات ملامح مميزة تشبه الأساطير السعيدة لضياء فرشاة شعر خشبية بصناعة تراثية نادرة
قصتان مابين الرؤية والحياة فضاء مشترك يعيشه الانسان
ثمان وعشرون نحو السماء والثلاثون وذات ليلة فمن طقوس لذة الطعام ان لا فرق في الشبع بين البقول ورائحة الشواء فففي القصة تسع وعشرين بعنوان وناسة تسرد فكرة إنكار الذات قد يفهمه المحيطون بصاحبها ؛قد تخدعنا الحياة وتصور لنا الاضواء ظلال ففي مفارقة عجيبة تظهر ان صاحبة الخبز البلدي هي من ادخلتها للراوية شغفها من العسل والقشطة طوال ثلالث سنوات قد تكون اخت الراوية وقد تكون مربيتها وقد تكون خادمتها الراحلة التي كانت تحمل الابتسامات مغلفة ومحشوة بالخبز وتقدمه للراوية
الثلاثون ذات ليلة ص١٥٣
رؤية وحلم ومنام لذكرى تلك القيمة التي احببتها وفضلت ان تاكل الخبز فارغا لتعطيها ماتحب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى