أدب

المعطف الأزرق

قصة قصيرة

بقلم: مي علام | قاصة وأديبة مصرية
ليس كل الزهور لها رائحة، وليس كل ماهو جميل هو بالضرورة حسن، فرغم اعتقادك أن هذا قبيح يحدث عكس ماتتوقعه فالعالم مليء بالمفاجأت، فالحياة لها آلاف الوجوه، ورغم ذلك تختار لك دوما الوجه التعيس. العالم متوحش فعليك أن تختار إما أن تنزع مخالبك وتعلن استسلامك، أو تصير وحشا لتعيش السعادة لحظات قبل أن تنقض عليك الحياه لافتراسك فلا أحد ينجو من خدع الحياة، نحن نتوهم ذلك.
حلقت الطائرة بين السحب للرحيل إلى بلد آخر، بسماء وشمس وطبيعة غير وأناس آخرين،كانت خديجة ترتجف خوفا من مصيرها الذي أصبح مجهولا فقد توفيت والدتها منذ ستة أشهر، صارت بعدها ضائعة فقد فقدت من سكنت روحها وملأت قلبها بالطمأنينة، غريب أمر حب الام لأطفالها؛ فمهما كتبت من كلمات وأشعار لن تستطيع التعبير عن معجزة هذا الحب.هاهي تغادر بيتها ووطنها ذاهبة لعمها في سويسرا الذي لم تره في حياتها غير مرات عديده.تظاهرت خديجه بالسعادة حين رأت عمها منير بأنتظارها والسعادة تغزو ملامحه، ظلت صامتة طوال الطريق، فقط أرغمت نفسها علي الابتسامة وهو يتحدث غير مصدقة أنه مابين ليلة وضحاها تخلت عن كل شيء وأكثر ما يؤلمها ذكرياتها فالذكريات تشتعل عند الشعور بالغربة لم يتوقف عمها عن الكلام رمقته بضيق قائلة لنفسها فقط لو تتوقف دقيقة وتتركني في حزني وذكرياتي.
أخيرا توقفت السيارة عند فيلا أو قصر لا أدري فالقصر تحيطه الأشجار الكثيفة فعمها ثري للغاية، وكان في استقبالنا ستة كلاب كادوا ينشهون جسدي لولا عمي والخدم وقليلا ما تم التعارف بيننا،استقبلتني زوجته بترحاب وهي في الواقع سيدة جميلة رغم تقدمها في العمر ولكن جلسة التعارف التالية كانت غريبة فقد وقف أولاد عمي يرمقونني بطريقة مغزاها من أنت أيتها الحشرة التي جاءت من غير استئذان.تقدم نحوي شاب شعره طويل لكتفيه ويرتدي الكثير من السلاسل حول عنقه وملابس زاهيه الألوان أنا حسام وهذه فريدة شقيقتي أولاد عمك سمير أنا أعمل في النحت وفريدة في صناعة الدواء رحبت بهما لكن فريدة نظرت لي باستعلاء وسخرية ،فكتمت غيظي بداخلي ثم تقدمت نحوي فتاتان صغيرتان عانقاني بحب هما إنجي وشيرين اولاد عمي حسن .هتفت إنجي :لقد سمعت كثيرا عن جمالك لكن لم أكن أتخيلك علي هذا القدر فأنت أجمل بكثير عن كل ماقيل عنك ،أليس كذلك يا مهند ؟ كان مهند شقيقهما واقفا واضعا يده بجيبه ويحمل كاميرا علي كتفه وابتسامة مستهترة علي وجهه هو ليس بالوسيم لكن عينيه تلمعان من فرط الذكاء وقد ثبتهما علي خديجة التي تكاد لاتقل ذكاء عن هذا الداهية، خديجة رقيقة كنسمة الصيف في قيظ الشمس قوامها رشيق متناسق بيضاء البشرة شعرها كاريه عيناها ضيقتان تطل منهما الحيرة وعدم الفهم تساؤلات هو يعلمها بحكم مهنته كصحفي مدت خديجة يدها لتصافحه لكنه لم يصافحها شعرت بالحرج الشديد خاصة حين ضحكت فريدة بسخرية والتصقت بمهند ،لاحظ العم منير تصرف مهند الغير لائق فنهض محتضنا خديجة صائحا بصوت اقرب للتهديد هذا بيتك يافتاه لايكن عندك شك بذلك نحن عائلتك ثم التفت للجميع وهو ضاغطا على كف خديجة اسمعوني ياساده إذا صدر من أحدكم تصرف لم يعجبني تجاه ابنتي وابنه أخي فاروق فهو يعلم مصيره لاداعي لإخباركم.
مهند بغضب: عمي نحن لم نفعل مايستحق التهديد والوعيد فكلما رأيتنا تتوعدنا لقد مللت من…….قاطعه عمه بغضب:مهند إذا لم يعجبك كلامي فلتنصرف والكلام للجميع، نظر الجميع لبعضهم بحنق وآثروا الصمت اندفعت زوجه منير قائله: لاحتواء الموقف العشاء جاهز كانت المأدبة عامرة بأصناف الطعام الشهيه لكن لم يبدُ علي أحد أنه جائع حاولت كسر هذا الصمت الملل بسؤال عمي عن مدرسة لرقص الباليه.اندهش عمي لسؤالي فقال هل ترقصين الباليه؟ أجبته منذ طفولتي فحلمي هو أن أكون الينا سوموفا ضحك الجميع بسخرية وقالت فريده: الينا سوموفا مره واحدة أعتقد أن هذا محال ياعزيزتي .قرر مهند أمرا ما خبيث فنهض من علي المائدة مصفقا بيديه قائلا:هيا لنري كيف يبدو رقصك والحكم بالأخير لعمي ،لم يعترض منير فقد راقت له الفكرة، اتجه مهند للجلوس علي البيانو تبعه الجميع أشعل منير غليونه نظرت خديجة برجاء لزوجه عمها التي ربتت عليها بحنان وشجعتها علي عدم الخوف ارتدت خديجه حذاء الباليه فغمز إليها مهند قائلا :هيا يا الينا لنري براعتك فعزف بحيرة البجع لتشايكوفسكي تسللت النغمات لأذن خديجة وفجأه تحولت الفتاة الخجولة الرقيقة إلى فراشه تطير هنا وهناك بانسيابية ارتفعت من علي الأرض وأخذت تدور حول نفسها حبس الجميع أنفاسهم من فرط الدهشة ،ذهل أيضا مهند فلم يكن يتوقع أنها بهذه البراعة فاستمر بالعزف وخديجة تتراقص غير شاعرة بوجود أحد فهي في عالم آخر في بحيرة البجع هي الملكة تمتلك كل شيء.

انتهي العزف وساد الصمت نهض منير مصفقا بحرارة لابنة أخيه قائلا من الغد ستلتحقين بمدرسة الباليه هنأها الجميع ماعدا مهند وفريدة.. أشعل مهند سيجارة أعطها لفريده وأشعل لنفسه واحدة أخرى .
فريدة بغل: بحق الجحيم لم يكن ينقصنا غير هذه الفتاة الأفعي لقد أثارت إعجاب عمك في بضع ساعات فقط هذه الفتاة شديدة الخطورة يجب أن نتصرف قبل فوات الأوان .
حسام ضاحكا: لقد فات فعمك مغرم بهذه الفتاة أعتقد أنه سيورثها كل أمواله،صاحت فريدة بغضب: لاتكن مستفزا هذا ليس بأمر جيد للسخرية فنحن جميعا شحاذين لو أموال عمي توقفت سنهلك.
حسام مفكرا: أحتاج المال لشراء أتيليه لممارسه عملي في نحت التماثيل وانتِ لإقامه معملك الخاص ومهند لإصدار جريدة خاصه له والزواج منك وإنجي وشيرين لإكمال دراستهما .
فريدة :إذن يجب التخلص من هذه الفتاة وعلينا سرعة إعادتها حيث كانت قبل أن يقوم عمي بأي عمل متهور هو لا يكن إلينا أي حب فنحن بمثابة طفيليات تتغذى عليه،مهند أرى أنك تعطين لهذه الفتاة أكثر مما تستحق اتركي الأمر لي وأعدك أنه بعد إقامه الحفل الخاص بها سترجع ودموعها لن تتوقف طيلة حياتها نظرا للضرر الذي سألحقه بها فهي حشرة ويجب سحقها وضرب بحذائه الأرض.
صعد الجميع للنوم دلفت خديجة لغرفتها التي كانت تعتبر قصرا بذاته ملئت حوض الاستحمام وأضاءت الشموع لكي تشعر بالاسترخاء فمن أول وهله شعرت بعدم الترحاب بوجودها ثقلت جفونها وداهمها النعاس فنامت وحلمت أن أنثي العنكبوت الأرمله السوداء تقف في أحد أركان الغرفه ترمقها وتستعد للانقضاض عليها والغريب أنها عاجزة عن الحركه استيقظت فزعة وارتدث ثوب الحمام ودلفت إلى السرير الوثير وراحت في النوم .
في الصباح الباكر ارتدت ثوبا فضفاضا واسعا وأحاطت خنصرها بحزام وانتعلت حذاء مفتوحا ونزلت لتتناول الإفطار حين رآها عمها تهلل وجهه بالسعادة بينما وقف مهند يدخن سيجارته ويرمقها بسخرية مما دفعها لتبادله نظرات السخرية بالمثل طلبت من عمها أن تذهب لمدرسة الباليه فوعدها أنه من الغد ستذهب لكن اليوم عليها أن تستعد للحفلة .
في المساء استعد الجميع للحفل ارتدت خديجة ثوبا أسود طويل ووضعت طلاء الشفاه الأحمر فزعت حينما رأت مهند علي باب حجرتها بل واتجه للجلوس على المقعد استدارت إليه تسأله:ماسبب تشريف معاليك لغرفتي؟ضحك مهند بغل وأشعل سيجارة نفض رمادها علي أرض الغرفة بتعمد وخديجة ترمقه بحيرة .
مهند :هل ترين هذا الرماد لو نفخنا فيه سيتطاير في كل مكان ولن نستطيع العثور عليه هذا ماستصبحين عليه قريبا لو أصررتِ علي البقاء هنا.
خديجة بحزم :هذا تهديد صريح من المفترض أن أهلع وألملم أغراضي وأعود من حيث جئت. أليس كذلك؟لكن للأسف كنت أنوي الرحيل قبل تهديدك السافر لكن الآن تبدل رأيي فقد أصبحت مصممة على البقاء ولنر كيف سأصبح رمادا؟
مهند ببرود حسنا جنت على نفسها براقش، منذ هذه اللحظة سأجعلك تتوسلين لكي أرحمك،جفلت خديجة لحظة وسألته؟لماذا كل هذا الصراع؟ لقد جئت إلى هنا لشعوري بالوحدة هناك جئت لإحساسي بالنقص واعتقدت أننا سنكمل بعضا لكن نظراتكم لي تمتليء بالحقد لا أعرف لماذا؟ مهند لاتدعين الفضيلة.. الجميع يعلم سبب قدومك إلى هنا وهو الحصول على ثروه عمك بمفردك وإقصاء الجميع.. تتظاهرين بالبراءة وبحسن النية.. تلعبين دور البجعة البيضاء العاشقة لكن في الحقيقة ما أنت إلا البجعة السوداء الشيطانة التي تسعي للفوز بكل شئ ولن أسمح بحدوث ذلك أعواما وراء أعوام ونحن ننتظر هلاك هذا الرجل الذي سخرنا كالعبيد وعاملنا بقسوة وتغطرس وإهانات وسخرية. لكن تحملنا رغم ذلك ،اعلمي أمرا ما هو لا يحبك هو فقط جاء بك إلى هنا لكي يتسلى بنا وبك نحن مجرد ألعاب للتسلية تشبع رغبته هو يستمتع بإذلالنا .
خديجة بأشمئزاز: أنتم من فعلتم ذلك بأنفسكم من أجل المال وافقت أن تصبح عبدا لشهوات الغير كرست نفسك لذلك, والرجل ذكي يعلم غرضكم لا تلم إلا نفسك، حسنا يامهند سأغادر وأرحل من هنا أنا لا أقبل أن اكون أرجوزا لأحد وهنيئا لكم بأموال عمكم لقد أخطأت بالمجيء إلى هنا .. أنتم بالفعل تستحقون الشفقة.
قام منير بتقديم خديجة للمدعوين وسط نظرات غيرة أولاد عمها وكان قد أعد العدة بجلب اوركسترا وعدد من محترفي رقص الباليه استعددا لتقديم خديجة لرقص بحيرة البجع وبالفعل استعدت خديجه فقامت بارتداء ثوب أبيض ووضعت مسحوق ملائكي ومع الموسيقي تحولت بالفعل لبجعه عاشقة كانت ترقص هنا وهناك وتحرك ذراعيها كالطائر وانتهي دور البجعه البيضاء وجاء دور البجعه السوداء ذهب اليها الفريد البطل أمامها يحييها علي براعتها وتمني لها التوفيق في أداء دور البجعة السوداء ارتدت ثوبا أسود ووضعت مسحوق البجعة السوداء الشيطاني وهاهي تؤدي رقصتها الشيطانية وسط انبهار الحضور لكن فجأة رأت أرملة العنكبوت السوداء ترمقها وترفع قدميها الخلفيتين استعدادا للانقضاض عليها فزعت وسقطت علي الأرض وسط ذهول الحاضرين هي لاتحلم وفجاه قفزت أرمله العنكبوت السوداء عليها مما دفعها للصراخ وفقدت وعيها ،حين أفاقت وجدت الجميع حولها بكت.. احتضنها عمها بحنان فقالت: اعتذر لا أعلم ماحدث لي.
منير :لاعليك يبدو أنك اندمجتِ في دور البجعة السوداء ففقدت الوعي ،ولا أخفي عليك أمرا لقد خلقتِ من أجل هذا الدور يا إلهي كم أنت بارعة !
خديجة بخجل :أنا أفسدت عليكم الحفل أنا علي ما يرام الآن سأنام قليلا اذهبوا أنتم للاستمتاع بالحفل .
في حوالي الساعه الثانية بعد منتصف الليل استيقظت خديجة على صوت طرقات علي باب غرفتها نهضت لتفتحه فوجدت الخادم يطلب منها النزول لأسفل تعجبت قليلا فالوقت متأخر بدلت ثيابها في عجلة وهبطت فوجدت زوجة عمها تبكي وفريدة تنفث دخان سيجارتها بعصبية ومهند يبتسم بسعادة وحسام وانجي وشيرين متوترين للغاية ،اقترب منها رجل فارع الطول أشيب الفودين يرتدي معطف اسود ويدخن الغليون قادها دون كلمه لمكتب عمها وراقب انفعالات وجهها شهقت خديجه فزعه وتراجعت للوراء مصعوقة فعمها يجلس على مكتبه وسكينا مغروزة بقلبه انخرطت في البكاء ووجدت نفسها تصرخ في مهند لماذا قتلته لماذا؟ ضحك مهند بعصبية قتلت من ؟هل أنت معتوهه ؟عقد المحقق حاجبيه وأعاد إشعال غليونه ،اندفعت فريدة بغل قائلة:عندما رأيتك علمت أنك نذير شوؤم وها قد بدأ شوؤمك لقد قتل عمي،صاح المحقق بغضب الهدوء ياسادة نحن فقط من يحقق هنا والآن ليخبرني كل واحد عن مكان تواجده وقت حدوث الجريمة مابين الواحدة والواحدة والنصف ولنبدأ بسؤالك يامهند أين كنت ؟مهند:بعد انصراف المدعوين ذهبت للحديقة جلست هناك .المحقق بسخرية :كيف ذلك والجو شديد البرودة والأمطار تهطل ،ثم سأله بدهاء انزع حذائك نزعه مهند وقام المحقق بتفحصه لم يجد آثارا للطين بحذائه ضحك مهند ساخرا لقد جلست على هذه الطاولة هي تبعد قليلا عن الحديقة وبالمناسبة كانت فريدة معي ،ارتبكت فريدة قليلا لما قاله مهند فصاحت بالفعل كنت هناك نتحدث في بعض الأمور أدرك المحقق كذب روايتهما فأشاح ببصره متجها لحسام الذي جاوبه على الفور كنت مع زوجة عمي وصديقتها للاتفاق على نحت مجموعة من التماثيل لها أكدت زوجه عمه صحه مايقوله ،فأكمل المحقق وبالطبع انجي وشيرين نائمتان .أشعل المحقق غليونه قائلا ببطيء ضاغطا على كل حرف لا داعي لإخباركم أنه ممنوع الذهاب لأي مكان حتي ينتهي التحقيق ونجد الجاني ذا المعطف الأزرق،خديجة بتساؤل معطف ازرق !المحقق نعم يا آنستي القاتل كان يرتدي معطفا أزرق كما قال أحد الخدم إن آخر من قابل عمك هو شخص يرتدي معطفا أزرق ومن هنا أول الخيط هل من أحد منكم يمتلك معطفا أزرق طويل
مهند ضاحكا :اعتقد ان هذا سؤال ليس في محله فالجميع يمتلك المعاطف بجميع الوانها ضحك الجميع رغم حزنهم .امتقع وجه المحقق ونظر لساعته قائلا الوقت تأخر غدا سنكمل التحقيق .بالمناسبه اين كنتي ياخديجه وقت حدوث الجريمه ؟خديجه نائمه بغرفتي ، اندفع مهند قائلا:فمن الجائز انك تسللتي وقمتي بفعلتك اليس كذلك ؟خديجه بحده : الجميع يعلم بأنني كنت نائمه بدأ الجميع يرمقونها بشك .فأتجهت للمحقق اعلم شيء ايها المحقق انا لم اقم بذلك انا اتيت بالامس لااعلم مايدور هنا لكن الجميع هنا يريدون موته وذلك للحصول علي امواله ،اتجهت فريده اليها وصفعتها علي وجهه كفاكي خداعا ايتها الافعي بالفعل نحتاج للمال لكن هو لم يقتل الأ في وجودك ،دفعتها خديجه بقوه وانخرطت في البكاء ,مما دفع فريده لقول لن تستطيعي خداعنا بدموع التماسيح .
قضي المحقق ليلته في التفكير بهولاء غريبي الاطوار فجميعهم يبدون قاتلون ولم يستطيع احد اثبات مكان تواجده فليس هناك شهود ،اطفأ غليونه وقرر النوم .
في الصباح الباكر استيقظ علي جرس هاتفه يخبره بأن ثمه جريمه قتل اخري قد وقعت في نفس المنزل ارتدي ثيابه علي عجل وقاد سيارته لهناك عندما دلف وجد خديجه تضحك بهستيريا وفريده تبكي علي شقيقها ومهند بجانبها اتجه لغرفه حسام فوجدجثته ملقاه بجانب احد التماثيل وسكينا مرشوقا بقلبه فهمس لنفسه يبدو ان القاتل من هواه القلوب تفحص الجثه فوجد ان حسام يقبض علي زرار ذهبي التقطه بسرعه ووضعه في كيس ليذهب به الي المعمل ولم يخبر احدا عدل ياقه معطفه واتجه سائلا الجميع ساعه حدوث الجريمه مابين السابعه والسابعه والنصف ..اين كنتم ياساده ،مهند ببرود حيث كنت في عالم النوم لقد تركتنا حوالي الرابعه والنصف لذا نمنا .المحقق تحدث عن نفسك ياهذا بالمناسبه انت المشتبه به رقم واحد .
فريده وسط دموعها :محال فهذا خطيبي ليس من مصلحته ان يقتله .
المحقق بسخريه:كيف ذلك أنستي ؟عكس ذلك فقتل حسام له فائده فبذلك ستزيد حصته في الميراث اليس كذلك يامهند ؟مهند بعصبيه :كفي ترهات فشلك في ايجاد الجاني لايجعلك تلقي بالتهمه علي ،تلون وجه المحقق وكاد يفقد اعصابه حسنا انتظر الجميع غدا في المركز للتحقيق بشكل رسمي .
ذهب المحقق وشعرت خديجه بالدوار فصعدت لغرفتها ملئت حوض الاستحمام واستلقت فيه قد يساعدها هذا علي الاسترخاء والتفكير فيما يحدث اولا عمها وثانيا حسام !هل هذا انتقام من افراد الاسره ام انه مهند فهو يحقد علي عمه وكان ينتظر موته للاستيلاء علي امواله …زفرت بضيق وصاحت بصوت مختنق :ياالهي جئت هنا للتخلص من همومي فأزدادت علي الهموم خرجت من حوض الاستحمام وارتدت ملابس خفيفه وقررت ان ترقص الباليه فقد ملت من كل شيء لكن وجدت مهند يدخل غرفتها ويجلس بدون استئذان .فصاحت بحنق :ليس من اللائق ان تقتحم غرفتي بدون استئذان هذا قله ذوق ،هيا اذهب فحالتي لاتسمح بالنقاش معك .تجاهل مهند ماقالته وسألها :مارايك في حجز غرفه بفندق وتناول العشاء والشمبانيا في جو من الرومانسيه و…..قاطعته خديجه بحده انت مجنون القتل والدماء حولنا وانت تريد تناول عشاء رومانسي اذهب مع خطيبتك ودعني وشأني.
مهند:حالتها لاتسمح فهي تبكي علي اخوها الاحمق ،نظرت اليه خديجه بذهول رحمه الله عليه انت انسان بشع هذا ابن عمك بمثابه شقيق لك الست حزينا عليه ؟
مهند :انا لاحزن علي شيء لايستحق فهو ليس بالشخص الجيد هو علي النقيض من ذلك ،والان اخبريني هل ستذهبين معي ام لا ؟خديجه ببرود :لا..ها قد اجبت فلتتفضل وتخرج من هنا .مهند :كما يحلو اليك ايتها الفاتنه .
في المساء انشغل مهند بتحميض الصور التي التقطها في الحفل ولفت نظره شئء ما هاهو الشخص ذو المعطف الازرق في الحفل خرج مسرعا من الغرفه فأصطدام بفريده التي سألته الي اين؟فصاح بسعادة وجدت القاتل ،هاتف المحقق الذي اخبره انه دقائق وسيصل اليه واسرع مهند لغرفه التحميض .
جلست فريده مع زوجه عمها تتناول قدح القهوه وتخبرها ان مهند اخبرها انه علم من القاتل وسيخبرهم جميعا عند مجيء المحقق تهلل وجه المرأه لكن ….دوي صوت انفجار هائل هلعت فريده وركضت لتري ان المعمل قد انفجر واشتعلت به النيران اخذت تصرخ كالمجنونه مهند بالداخل مهند…. وصل المحقق فطلب سياره المطأفي واخرج الجميع للخارج .فقدت فريده وعيها عندما رات جثه مهند متفحمه .قرر المحقق القاء القبض علي خديجه لعدم وجود شهود علي مكان تواجدها ،كانت خديجه في حاله ذهول فقد كانت علي يقين من ان مهند هو القاتل لكن الان قد قتل مهند اذا فمن يكون القاتل ؟اخبرها المحقق ان عليها استدعاء محامي للدفاع عنها اّومات براسها بيأس قبل ان تلقي في الحجز.مر اسبوع واستردت فريده عافيتها وعادت للفيلا مره اخري لتجد زوجه عمها تعيد اصلاح مااتلفته النيران فسألت عن انجي وشيرين فوجدت انهما بعد ماحدث قد قرر الرحيل من هنا واكمال دراستهما بمكان اخر.
بعد يومين تلقى المحقق تليفون بوقوع جريمة في نفس المنزل أصابه الذهول فهو متيقن أن خديجة هي القاتلة اسرع لهناك فوجد زوجة العم مقتولة بطعنه بالقلب لاحظ وجود بعض الشعر بيديها فطلب إجراء تشريح للجثة وأثبت مطابقته لشعر فريدة وقام بتفتيش حجرتها فوجد المعطف الأزرق ينقص منها زرار طابقه بالذي معه اتضح أنه هو فألقي القبض على فريدة التي كانت تصرخ وتولول أنها بريئة ولا تجرؤ علي فعل ذلك
صمت المحقق اثناء التحقيق مع فريده فهو متيقن من برائتها ومال عليه احد زملائه هاقد ارتحت أخيرا من هذه القضية،نفث المحقق غليونه وقال بصوت عالٍ كأنه يحادث نفسه : لا أشعر بالراحة هناك شيء غامض ومفقود أشعر أن هذه الفتاة بريئة ,قال له زميله لا تنخدع بدموع الشيطان ولا بالوجه الملائكي فوراء كل هذا امرأه حاقدة .لمعت عين المحقق وهتف بالفعل امرأه حاقدة يا إلهي أنت عبقري لقد حللت القضية أيها الأحمق لكن بعد فوات الأوان.
رقصت خديجه ولأول مره على المسرح وجسدت دور البجعة السوداء ببراعة وفي هذه المرة رأت أرمله العنكبوت السوداء على المسرح ترمقها لكنها لم تخف بل ابتسمت إليها برضا وبعد انتهاء فقرتها توجهت لشاطيء البحر وهي تتراقص لتحتضن شخص وتقبله هامسة إليه بعاتب: لماذا تأخرت؟ أين كنت طوال هذه الفترة يامهند .
مهند بسعاده :كنت أتأكد أن جميع الأمور على مايرام ياحبيبتي .عادت خديجة بذاكرتها للوراء وتذكرت كيف استولي عمها منير علي ثروه أبيها ومات محسورا إزاء ذلك وكم عانت والدتها من الفقر والذل لكي تربيها لكنها وعدتها أنها ستنتقم لها ولأبيها وساعدها في ذلك مهند ابن عمها فهو أيضا عاني من ذل عمه منير له ولعائلته وقد كان يراسل خديجة من فترة وتم الاتفاق على كل شيء فقد تم تبادل الأدوار أثناء عمليات القتل وهو من قام بشراء المعطف الأزرق لفريدة وقام بقطع أحد أزراره يا إلهي فقد كانت بغيضة متعجرفة ,هو من ارتدي المعطف الأزرق وتعمد أن يراه الخدم وهو مع عمه وبعدها تسللت خديجة لغرفه عمها وقامت بطعنه بينما قام مهند بقتل حسام ووضع أحد أزرار المعطف بيديه وبالنسبة للمعمل قامت خديجة بتفجيره وإشعال النيران فيه وكنت قد اتفقت مع أحد حراس المقابر بجلب جثه تقارب حجمي وطولي لوضعها في المكان حتى أصبح ميتا في نظرهم وبعد ذلك أقنعت المحقق أن القاتلة امرأة وهي من كانت ترتدي المعطف لأن الصورة غير واضحة لكن هو جسد امرأه ونظرا لحب فريدة لي فتيقنت أنها خديجه فتم حبسها. وبذلك يسهل قتل زوجه عمي في غياب خديجه وظهور أدله تدين فريدة التي نزعت منها بضعة شعيرات وهي فاقدة الوعي لإثبات التهمة عليها، وهكذا نجحنا سويا لا أعتقد أن القانون كان سيجلب لنا حقنا.. على أيه حال فثمة بعض الأمور العدالة غائبه عنها.خديجه: لا أعتقد ذلك فالعدالة الإلهية هي من ساعدتنا للانتقام.. شرد مهند وخديجة للحظات قبل أن تصيح خديجة بسعادة :أخبرني ماذا فعلت مع المحامي؟
مهند مبتسما :لاشيء بعد ما أقنعته أن يدس أوراقا لنقل ملكية كل شيء لنا وبعد حصوله على الإمضاء من عمي دون علمه أصبح جشعا فقررت إسكاته للأبد وطبيب التشريح الخاص بتشريح جثتي أقنعته بأعجوبه حتي يقوم بتبديل عينات الحمض النووي بعدما أخذ مبلغا ضخما، وها نحن صرنا أثرياء فلنستمتع بالحياه.خديجه:بالفعل لقد انتهى حقدي وانتقمت وهدأت روحي ألست معي إن هناك بعض الأمور لاتحل إلا بالقتل.
ضحك مهند واحتضنها يا إلهي كم أنت شيطانه أنت حقا بجعتي السوداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى