سيرة الحطاب
شعر: وسام العاني
علّمتُ فأسيَ صُحبةَ الأشجارِ
فالواقفونَ على الغصونِ صِغاري
***
ورفعتُ جِلديَ رايةً كي لا تجرّبَ
غابةٌ أُخرى قميصَ النارِ
***
وحمَلتُ سِكّتَه على ظهري
مَخافةَ أن يغامرَ بالجهاتِ قطاري
***
فالغيمُ يدركُ وهْوَ يجردُ عُمرَه
أنّ الصداقةَ كذبةُ الأنهارِ
***
لم تتعب الفرشاةُ لكن لوحتي
قد صار يخجلُها شحوبُ إطاري
***
لا وقتَ للأخطاءِ قد ضاقتْ
فواتيرُ الحياةِ بكثرةِ الأعذارِ
***
هذي الحياةُ غزالةٌ نفرتْ
وينتظرُ الرماةُ تبادلَ الأدوارِ
***
قد تهتُ قبلكَ والمدى جسدٌ
يضيقُ وغربتي مفتوحةُ الأزرارِ
***
وعبَرتُ نفسَ النهرِ مثلكَ مرّتينِ
كأنني ما تبتُ من أنهاري
***
كانت حماماتُ اليقينِ رفيقَتي
وأضعتُها في زحمةِ الأسفارِ
***
طارتْ وليس على الحياةِ ملامةٌ
إنّ الرماةَ جميعُهم أوزاري
***
للطينِ والأخطاءُ تُثقلُ ظهرَه
ألّا يقول: تعبتُ من أقداري
***
بنهايةِ الطوفانِ ثَمّ خسارةٌ
حتميةٌ لغوايةِ الإبحارِ
***
ليس السفينةُ ما خسرتُ بقَدرِ ما
أني خسرتُ مع البحارِ دُواري
***
سألوذُ بالصمتِ الذي أتقنتُه
من بين ما أتقنتُ من أسراري
***
قد نجرح الكلماتِ حين نقولها
والصمتُ يبقى أجملَ الأشعارِ