أدب

حب من نوع آخر

عفاف حسين الخطيب

باسم شَمس عَينيكَ أَبدأ!
كيفَ أبدأ؟!
لَو بَدأت..مَن ذَا الذي يُعينني على شَقاها؟!
تَعلم يَا نَبْض أكثر ما يُطمئننَي؟ رُغم فوضة هذا المكان الفارغ وازدحام الأفكار التي أرغبُ البوح لكَ بها
عِوضاً عن أقلامِي الجَافة
وكُوب الزعتر البارد
بدلاً من كَنزة والدي التي تضحكك كلّما ارديتها
دونَ ريشتي وقلمي وَعُودي… 
إلاّ أنكّ مُرتب بداخلي بشكل يَصعب تَصديقه، كلّ تَفصيلٍ بكَ يشغل حيّزاً خاصاً من قلبي …يشغلُ كلّ مابقلبي وأنتَ وحدكَ الذي تقبعُ وسطَ قلبي !

يَا نَبْض…لا شكّ أنّ اللغة تتحداني بكَ، إنّها تُحيْكَ مُؤامرةً ضدّي كلّما حاولتُ دَسَّكَ بين رواياتي، على مدى كلّ نصوصي التي كَتبتها لم آبه يوماً بأفكار النّاس حولَ أفكاري، كنتُ مع كلّ سائلٍ مُستهترة، وَحدكَ مَن خَشيت عَليه من جرحِ الظنون…
لكن؛
اعذرني….
بقدر ما بكَ من جَمال اعذرني…هذه المرة لن يكن بوسعي شرح ما سأكتبه إليكَ كما اعتدتُ واعتدتَ، يلزمك تكبيد نفسكَ عناء التفكير فيما أقصد..واعلم أنا لا أكتب إلّا ما أقصد..
تَسألني يا نَبْض كيف أفتقدكَ بهذا الهدوء؟
هُنا في قَعرِ فَمي تَرقدُ طُعمُ اشتياقكَ المرّة،  بازدياد تعلقي بكَ أدركتُ كيف يمكن  للمرء أن يتذوق ماهو أكثر رداءة من شَراب السّعال وأن يَخافَ شيئاً غير وَخزةِ إبرَة!
إنّه بهذا القدر من الألم فَقط، لن أصرخَ كما فعلت في صِغري…الآن أنا أعي معنى الألم جيداً
تَفهمُ عِبءَ غيابكَ عليي؟! أعادَني طفلة تكذّب مَخاوف سِنّها، تهابُ فقدانكَ فقط وتتوجعهُ،

تسألني كيفَ أحبكَ رِغمَ بُردوي؟!
  لقد مَضى واحد وتسعون يوماً على معرفتنا، خلال هذه الأيام كان العمر يتجه بيّ بعدٍ تنازلي،وعلى إثرِ هَذا العَقب لم أستطع تمالكَ نفسي مزيداً، وَجدتكَ تنجرف بِذهني، تلحق غَفوتي وتثير جنوني
لاشيء أشرحه لكَ…تَعلم بالكادِ أنني امرأةٌ مجنونةٌ، وأعلم أنكَ تَمقَت هذا الجنون
لكن؛ وما باليدِّ حِيلة، كلّما نَويت العقلانية خانَت ضحكتكَ ثباتَ نِيَتي وثباتي!
مازال السُؤال قائماً!
لكنك تعلم أنني أرفض التقليد وأكرهه، أنا يا سيدي لا يستعبدني المُعتاد بحجة أنه الصّح ولا يستهويني الصّح إن كانَ مُعتاداً، لا أعلم كيف أحبّك لكني أحبكَ عِوضاً عن طقوس البَشر المُتبعة وإن كنتَ مَتبوعاً في الحبّ أنا لا أحبك…
أنا فقط أعرفُ فرق المسافة بين تقسيمات وجهكَ عند الفرح والغرور
أعرف عدد المرات التي تقول بها والله في حديثِكَ
متى تُداعب شَعركَ وتدلكَ عينيك
بأي حالة تحرك يدك اليمين ولأي غرض تستدعي اليسار
على أي جانب تجلس إن غَضبتَ وكيف تلتقط نفساً واحداً بين كلّ سبع لقمات مُتتالية !

  قَديماً لم يَكن لَدي هَوساً بالغاً بالموسيقى، سخرتُ كثيراً من الذين عَشقوا أُغنية، حتى في فترات تعلّمي العزف لم أستطع يوماً أن أدندن مَقطعاً يُمَثلني،
بعدَ أن رأيتكَ أصبح للعود خاصتي مائة وَتر وخمسين مَساراً!
وَحدها ضحكتكَ مَن عَلمَتني كيف يمكن للإنسان أن يُدمن مَقطوعة مَا!
كيف يتمنى أن يكون له ألف قلب كي يُحبّها وألف إصبع كي يتمكن من عزفها!

عَلى عَقب الأمور انحنت لكَ ريشتي، لعلّي
كُنت فناناً يَفتقر شغفه قبل ألوانه، معكَ فقط كان سهلاً على أقلام الفحم خاصتي أن تُضيء بالألوان

والبداية …البداية هي مشكلتي الأبدية في كلّ مدوناتي يا نَبْض
تكرار اسمك وحده من جلب سلسلة أفكاري بالقوة وجعل روايتي الأولى التي سأهديها إليكَ في عيد ميلادك القادم في صدد الختام، لقد أسميتها كما أوصيتني على اسم وليد الحبّ الأول بيننا!

ألا يزال السؤال قائماً
تُحبيني؟!
كَيفَ تُحبيني؟!
وكيفَ لا أحبّكَ؟!
لا أستطيع أن أُخفيكَ سرّاً
إنّي مُغرمة حدّ الثمالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى