احتياجات مصفوفة
سليمان محمد تهراست| المغرب
أحتاجُ إلى لَيلٍ أكثر حُلكة،
لأكحلَ عيونَ الفراغِ المقيمِ طويلًا على كَتفي
أحتاجُ إلى صَرخةٍ
بحجمِ صرخةِ (إِدْفَارْت مُونك)
لأشفِي جُرحا غائِرا صَارما كوجهِي
أحتاجُ إلى رِيحٍ صَرصَرٍ،
لأطفِئَ ذِكرى تَشتعلُ في رأسِي
أحتاجُ إلَى زمانٍ غير زمانِي
زمن الهُنودِ الحمرِ
حيث لا أصابع تقبر الأغانِي
أحتاجُ إلى لغةِ الأنبياءِ فِي حوارِهم مَع السّماءِ،
لأقولَ أشياءَ كثيرة لم تُقل عن خَيبةِ الماءِ،
وأمدحَ الأحلامَ التي كلّما تبعتُ ظلّها
فرّت إلَى العَلاءِ
أحتاجُ إلى لغةٍ غير لُغتي،
فلغتي (تعفنّ فيها المعنَى)
جزر قاحِلة لا يسكنُها سوى الرّيحْ
بُحّ صوتها احتياجًا واحتجاجًا
أيّها الظّلّ الّذي يسكنُني كم ضَيّعتني
في الطّريق إليْ،
وَإلى لغَتي
أَحتاجُ إلى طفولَتي – تلكَ النّقطة الّتي تسكُنني
كضوءٍ يرشِد (الحَلاج) إلى اللهِ- لأصطادَ الحظّ
المفعمَ بالغيابْ
كم نسيتُك وأنا أبحثُ عنكَ
أحتاجُ فقط إلَى نفسِي،
لأجدَ نفسي
أنظفهَا من هذا العالمِ السّريعِ كالوَرَمْ،
ومن بقايَا التّرابِ،
فما عُدت بحاجةٍ إلَى الانتماء
•••••••••
قصيدة “احتياجات مصفوفة”، ديوان “من بقايا ذاكرة الظل”