أدب

حين أداروا ظهرك لي

شيرين زين الدين
كفزاعتين مُثَبَّتتين على أرضٍ غير مستوية
لا نعرف الذي وضعنا على أرضٍ عالية كهذه
وترَكَنا وحيدين
ولماذا ثبَّت يدينا ودَقَّهُما على الخشب بالمسامير
ثم تركهما هكذا مفتوحتين
كأنهما ينتظران حضن باتساع الكون
كنا ننظر لبعضنا بشوقٍ عجيب
لكنّ الرياح هبّت بعنفوانها فالتصق كلانا بالاَخر
صرنا ندور ندور ندور وكأننا نرقص
وحين اقتربنا من الحافّة.. جرَحَتنا المسامير
اِنفَكَّت حين دفعتُكَ
لأني لا أعرف أصول الرقص
فالرقص على أرض غير مستوية
لابد أن ينتهي باستدارة كل منا للآخر
حزِنتُ رغم أني مجرد خشبة رأسها من قطنٍ وقماش
صرت أبكي وأبتعد ثم سقطتُ من الأعلى
…حين أداروا ظهرك لي وثبَّتوك بالمسامير
كي لا أرى وجهك المغطى بالقماش والقطن
ولا يديك الخشبيتين اللتين حين تمَسَّكا بي شعرتُ أني أعيش
وكي لا تراني أموت وأنا أنظر إلى عينيك المرسومتين بالكحل بعشق ووداع فتعودان حزينتين
ربما أراد الله أن ينهي علاقتنا بهذا الشكل المفزع لأننا فزاعتين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى