الثقافة وجدلية الحوار والتطرف
بقلم: سمير حماد
لايمكن أن تجتمع الثقافة والتطرف في شخص واحد, فهما نقيضان واجتماعهما في أي مكان تهديد للأمن الاجتماعي، كما إن استخدام الثقافة في تأجيج الفتن والنزاعات الداخلية, كفيل بإحراق المجتمع ودماره, وهذا ما يجري في الشرق الأوسط الآن, فمن الملاحظ أن الكثير من المثقفين, أخذوا ينحون منحى التطرف, سواء التطرف الديني أو العلماني، اليميني أو اليساري القومي أو القطري, المركزي أو الفيدرالي، وقد تحول الكثير من المثقفين (مع الأسف) إلى دعاة او شيوخ يصدرون الفتاوى ويهدرون الدماء، أويجدون الذرائع لدعم هذا القائد أو ذاك التنظيم أوالطائفة, أو تدخّل هذه الدولة أو تلك في النزاع الداخلي, وإيجاد المبرر لقتل اللالاف أو مئات الالاف من الأبرياء, بسبب الاختلاف في الراي أو المذهب أو العرق. وهؤلاء المثقفون يعرفون أن سفك الدم العربي تحت أي ذريعة يفتح ابواب الجحيم والدمار على الوطن وابنائه، واغراء الخارج بغزو الداخل.
سلاح الحوار والحرية سلاحان وحيدان لصون الأمن والاستقرار والنهوض بالمجتمع وتحديثه، كيف يمكن لمثقف ان ينكر حق الاخرين في الانتماء الى أي فكر سياسي او ديني إذا لم يكن هذا الفكر هداما ويدعو للفتنة؟
لكن لهذا المثقف الحق, كل الحق , في أن يختلف مع أي فكر آخر, بالطرق السلمية والوسائل الحضارية عبر الحوار, وليس بالدعوة للتهميش والاستئصال والإبادة وتأجيج نيران الطائفية والحزبية والعرقية.
أهم رسالة يؤديها المثقف, هي صون أمن المجتمع والمحافظة عليه..والإسهام في تطويره وتحديثه ومواجهة كل ما يحول دون هذا.