أدب
ولادة
مروان عياش| سورية
أنجبيني
أنجبيني مرةً أخرى
أنجبيني أقسى من كلِ قسوة
من كل حياةٍ
مُرتعشة جبارة
موجوعةً
كمنْ تلفِظُ صخرةً تَعلقتْ بصدرها أنجبيني
لأصرخَ في وجه الهلاك
أنا.. أنا
أنا من اعتادَ الولادات الناقصة
خديجٌ أحبو فوقَ كف المدينة
فوقَ حِنائها العتيق
أنجبيني
كلما قتلوني
جاثياً في صلاة لاءاتٍ
عَشقتها حدَ الجنون
كلما أنكرتني آلهةُ الدمار
واختبأت بين أنفاسي رائحةُ الدم
كلما لعبتْ بأطفالي أحجارُ النرد
أنجبيني مرات و مرات
عاصياً
يكتبُ بالطين سيرةَ البارود
نِيلاً يسخرُ من رملٍ خبيث
فراتاً عربياً مبين
أنجبيني
قصيدةً تَجَرُ البحرَ خلفها
رعداً غير مهتم لثرثرةِ الضباب
مخلوقاً أسطورياً بحجمِ الأرض
عينان من لهب ولسان من حديد
أنجبيني
كلما قتلوني
جاثياً فوق حَبيباتي الصغيرات
مَلني الموتُ
أنجبيني مرةً أخرى