أدب

حواء في ظل خطيئة

نص: سي مختار حمري

لن أسمح لجُبّ الظلام بابتلاعي
ولا الغرق في يم الحزن بخنقي
ولا هلوسات الجنون بالتهامي
بمخالبي ساحفر نفقا في ضوئك ليحميّني
أبني سورا مسيجا بنيران اشواقي اليك
أجهز فيلقا مسلحا بطيور جنان قطوفك
من اجلك سانقذ سيزيف من عبث الالهة
اموت فرحا في كتاب الغيب
او انتحربكرا في برزخ بين الواقع والخيال
أتسربل ضوء ابتساماتك
وقاية من رصاص الفكر الطائش
أغرق نياط قلبي في أحواض حلمك
وعطرك خوذة لترويض فكريّ المتوحش
سألبس قفازا ناعما لأخفي خشونتي
لأزحلق لمساتي على حرير جسد أفكارك
دون أن أخدش حياء حروفك ..
من فضلك دفئيني بنيران قلبك
بجناحي فراشتك رفرفيني
باشراقة محياك اضيئيني
في محراب عبادتك شهيدا اقبليني
اتجشأ تفاحة الغروروعظام ابليس
واذوّب ذيول الحيّات والتدنيس
أحجب عنك زوايا الانعكاس
من مرايا الوسواس الخناس
أدمر السطوح والقعور
وأسطورة نرسيس النرجيسي
امتشق قلمي ..
اتمنطق قيثارة الندم والذنوب
لاعزف لك بالحرف والوتر
نشيد الخلاص و لحن الخلود
في حياة التشبع والارتواء
انا حصانك الجامح ببرة الانوف
قوديني بالسبابة ..
بلا خدوش ابهام
سابتلع كل خطاياك
من الالف الى الماء
من بداية الخلق والزمن
مذ كنا طينة الحمأ المسنون
لتعود لك جنة الخلد
لن تجدي رؤوس حيّات ولا جشع أبالسة
ولا ملائكة نميمة و وشاية
أغرق في بحور عينيك السبعة
سندبادا فاقدا للبوصلات
لا ارى سوى ظلك
أناي تتحقق في انّيتك
تائها مشردا في كل السماوات
لا اجدني سوى في سماء جنانك
ألبسيني خرقة صوفك لاعود لأناك
ضعيني يمينك واقذفي قلبك لاحميّك
في ربيعك /في شتاءك / في خريفك
في خضرتك /في صحرائك
في جفافك / في رطوبتك
في نعومتك وخشونة اظافرك
جمّديني /احرقيني / اغرقيني /مزقيني
لن أغادرك لن أخونك الا معك
أحرث أرضك كالحيوان المتوحش
أمشط عشبك لترعى غزلاني
أخترق الزمان في رحلة العود
لأحضر خاتم سليمان
وأنصبك بلقيسا ..
على عرش زماني
أتهجد في محراب جمالك
في غياب الدناءة والدنس
و ظلم خطايا العصوروالعهود
بسواد شعرك كبّليني
من سجنك لاتطلقيني
انشريني ضوء هلال في سطوع نجومك
بنار شوقك احرقي جنوني ، ولوعة مجوني
بك افتنيني …
بأرضك احتليني …
فهي مقامي و موطني
شهيد مدايات عينيك يرضيني..
صليني واصلبيني على جدار الوتين
لأعرج على براق الوجد الى مجد سمائك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى