أحمد عبد الموجود الشيخ | شاعر وناقد مصري
الشعر هو الفن صاحب الأثر الكبير في تعزيز هويتنا الإنسانية المشتركة، فهو الذي يثبت ان جميع البشر في جميع أنحاء العالم يتشاطرون ذات المشاعر والتأملات والتساؤلات
الشعر وهو أهم مظاهر الهوية اللغوية والثقافية الإنسانية، فهو يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب دون تمييز على أساس جندري (نوع اجتماعي) أو لون أو دين
ولأن الشعر هو فن التعبير باللغة، ولأني مدين للشعر بكل غال ونفيس، ولأني لا أجيد من فنون الأداء والتعبير إلا اللعب بالقلم فلا سبيل لي إلا أن أروي مايحدث لنا وما يحدث منا، فأكتب منزوياً عن بعض القبح، طامعاً في جمال منشود،
ولأني حين عُدت من الساحة ويداي فارغتان بينما كاهلي مُحَمّل بطوباوية الرفاق، وخذلان الشريك، وفقد توأمي الروحي، والهروب من مواجهة طفلي الداخلي الذي ينازعني في الكينونة والمصير، ما وجدت سبيلا إلا الشعر،
أنا لا أكتب حين أكتب مدعياً قلم كاتب ولا ثوب حكمة، بل نتاج ذهني ونفسي لجزء من رحلةٍ اسمها الحياة الدنيا، انها التجرِبة..
إنها المزيج بين لحظات ضحك ونشوة سعادة، والكثير من الحزن والكآبة والخوف والخذلان..
بل والذعر ذلك الذعر المرتبط أحيانا بلاعدو أو بعدو دون ملامح دون وجه دون تفاصيل..
الحياة التي لا تستقيم لأحدٍ على التوالي، تكتسب فيها رحلتنا معاني من المفردات الوهمية التي لا تطبيق لها بين بني البشر..
السند، الحق، الخير، الجمال، المبدأ، القيمة.. الخ
انا احفظها جيداً أعي المدلول منها والمأمول، لكني لم أمَسّها إلا مرة أو مرتين في عمرٍ تجاوز ال٣٠ بنيف،
بل وحين لمستها لم أتيقن من وضوحها.. من نقائها، بل كانت مشوشة يخنقها احتمالات قد تفقدها معناها الحقيقي وتفرغها من فحواها وتجردها من المدلول،
الآن
لا استطيع ان أجزم بوجودها او على الأقل بوجودها دون احتمالات لتأويلات أخرى أجبرتها على الوجود وصولاً بها لأغراض أخرى،
ولأن مداد قلم الكاتب مقدس مثل دم الشهيد “وليم شكسبير”
فلا يتبقى لي من سبيلٍ إلا أن أكتب فأكتب منزوياً عن بعض القبح، طامعاً في جمال منشود.