نصبو إلى الدنيا
شعـر: عبـد الصـمد الصغـير
نَصْـبُـو إِلى الـدُّنْيـا، إِذا كُـنّـا مَـعـا
كَـيْ نَهْـتَـدي عَـهْـداً لِـهَـجْــرٍ وَدَّعـا
أَدْعُـو امْـتِداداً في اللِّـقاءِ الْمُرْتَـجَى
فَـابْقَيْ مَـعي، كَيْ لا أَرى أَوْ أَسْمَعا
مَـنْ يَـدَّعي زُهْـداً، وَيَـبْــدُو واثِـقـاً
فـي وَهْـمِـهِ مـا خـافَ أَوْ تَـوَرَّعـا
وَيْـحَ الْـهَوى يَـدْنُـو إِلَـيْنـا خاشِـعـاً
لَمّا انْـتَـهى عِنْـدَ الْجَـوى وَتَصَـدَّعا
فَنَقُولُ: يا لَيْتَ اللِّقا يُـطْفي الْجَوى
لِـنَـذُوقَ حُـبّـاً مــا أَلَــذَّ وَأَرْوَعــا
يَـنْـمُـو فُـؤادي بِـالْـغَـرامِ، وَأَرْتَـقـي
دَرَجـاتِ عِشْـقٍ، لِنَـعْتَليها خُـشَّـعا
وَلَـقَـدْ تَـنَــهَّـدَ حُـبُّــنـا في لَـيْـلِـهِ
وَاللَّـيْلُ إِنْ أَرْخى سُدُولاً شَعْشَعا
فَتَراقَـصَتْ بَيْنَ الْحُـروفِ دُمُوعُـنا
وَتَـشَكَّـلَتْ مِـنْ بُرْعُـمٍ قَـدْ أَيْـنَـعـا
وَيْـلي، وَوَيْـلَ قُـلُوبِـنا مِـنْ لَـوْعَـةٍ
تَغْلي، وَمِنْ حُبّّ يَقُـضُّ الْمَضْجَعا
وَيْـلـي إِذا يَـبْـقى فُـؤادي عِـنْـدَها
كَـرَهينَةٍ لِـتُـذيقَـهُ ما أَفْـزَعـا
ما صارَ يَكْفي لا تَزيدي في الْجَـفا
لا تَـتْرُكـينـي عِـنْـدَ شَـكٍّ مُـفْـزَعا
وَدَعي الْهَوى يَشْتَمُّ ريحاً كَيْ نَرى
صُبْحاً يَراهُ الْقَلْبُ فيكِ تَطَلَّعا
كَيْ يَنْجَلي لَـيْلُ، وَيَقُـولَ نَـهارُنـا:
سُبْحانَ مَنْ خَلَقَ الْجَمالَ وَأَبْـدَعا