أدب

حمى الانتظار

قصة قصيرة

انتصار عباس | الأردن

1
يرقب النافذة أن تمطر ظلالها في الشارع· ظنه الناس تمثال شاعر ضمت الصبايا أشعاره إلى صدورهن وهن يجلسن حوله يأخذن صورا تذكارية··· كان غارقا في النافذة، وكنت أحلم أن أكون هي··!

2
مر العمر وهي تكتب له وبعد طول غياب جاءها الرد: لم يكن ليصلني البريد، أخذتني الحياة ولهفة الانتظار، أرسلي صورك فقد مر زمن لم يطالعني وجهك· حتى المرايا رحلت عني ولم أعد أرني فيها، طارت أصابعها فرحا وهي تكتب له: أصبت بحمى الانتظار، ونقلت العدوى لكل ما حولي، حتى ساعي البريد انتقلت إليه العدوى، زقزق الفرح في عيني ذاك الساعي وهو يرد عليها: غزالة الروح وأيقونة عمري·· آه كم أحبك· سأهزم هذا الفراق وأعود، يغمض عينيه، يرى الفرح في عينيها وهي تقرأ الرسالة، يأخذ نفسا عميقا ويوقع باسم ذاك الحبيب··

3

دربت قلبي على عوشبة أحزانه·· وجدت الأحزان نهرا يتدفق في روحي·· ناديتك، قلت أجيء· مددت نبضي جسرا تعبر نهري·· أمطرني شوق الانتظار، فاض النهر وأنا أنتظر··

4

طال الانتظار، وغابت الظلال في البعيد، تاركة الشمس تجفف الذكريات، وعطرا يتضوع في الطرقات ولم يزل··

5
كيف يثقب الحزن الجسد؟ كيف يملأ الشقوق بالملح ويمضي تاركا الموت على النافذة ينتظر روحي؟

6
الشوارع المبللة بالانتظار لا يجففها الفراق، توغل في الحنين·· وتفيض···

اللوحة للفنان العالمي عبدالهادي شلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى