أدب

أرجو رضاكَ و وحدكَ المتقبّلُ

لامية الأسماء الحسنى

شعر: جمانة الطراونة

من أيّ أبوابِ القصيدةِ أدخلُ؟!
وبأيّ أثوابِ الرؤى أتجمّلُ؟!

***

لغتي أمامكَ لا تليقُ وقدرتي
تنهار كُلّيّاً إذا أتبتّلُ

***

لا شيء إلّا الدمع أملكهُ فهل
تغني مدامع طامعٍ يتوسّلُ؟!

***

فاضتْ دموعي عند بابِكَ خشيةً
وسفحتُ روحي فالمحبّةُ أجزلُ

***

مازلتُ والأسماءُ روضٌ مزهرٌ
كفراشةٍ نشوانهٍ تتجوّلُ

***

العطرُ دوّخني فما أبصرتُهُ
قد فاق مراتٍ لما أتخيّلُ

***

فالله مختصرُ الحكايةِ كلّها
والبدءُ والختمُ المثيرُ الأجملُ

***

يا ربّ قد بلغ المريد بشوقهِ
أضعاف ما يرجو وما يتأمّلُ

***
فإذا ضعفتُ فإنّ وصلكَ قوّةٌ
وإذا التجأتُ فأنتَ وحدَكَ موئلُ

***

‏يا ربّ قد شبّ الحنين بأضلعي
وأنا برغم الصبر لا أتحمّلُ

***

أرجو لقاكَ فقد بلغتُ من الجوى
ما لايطاق وليس لي مُتعلّلُ

***

فإذا استبقتُ فإنّ لهفي سابقٌ
وإذا عجِلتُ فإنّ قلبيَ أعجل

***

وعلى اسمك المفتول حبلاً من دمي
سألّف خُضر المفرداتِ وأفتلُ

***

مولايَ وانقطعتْ حبال تعلّقي
بالآخرين وحبل ودِّكَ يُوصلُ

***

وبكَ اغتنيتُ فليس لي من حاجةٍ
إلّا إليكَ و وحدكَ المُتفضّلُ

***

يا ربّ لا نورٌ سواكَ إذا دجا
من حولي (الليل البهيم الأليلُ)

***

وأنا بفضلِكَ حين أدخلُ عتمةً
لا أقلقُ المصباحَ فاسمُكَ مشعلُ!

***

بفتوح رحمتك العظيمة لا بما
كسبتْ يدايَ ولا بما قد أفعلُ

***

فتركتُ يا ربّي عليكِ حمولتي
إذْ لا تواكُل إنّما متوكِّلُ

***

أصبحتُ والإصباحُ منكَ تعِلّةٌ
لي أنتَ آخرها وأنتَ الأوّلُ

***

يا منتهى الأنوار  أدلجَ عالَمي
وبكَ استعنتُ وأنتَ نورٌ أكملُ

***

جيشٌ مِنَ الآثام يزحفُ قاصداً
قلبي العفيف وفي دمي يتوغّلُ

***

وأنا بحبلِكَ يا إلهي ممسكٌ
فالعروةُ الوثقى السبيلُ الأمثلُ

***

سبحانكَ اللهمّ حرز معلّقٍ
باللطفِ من أحزانهِ يتعلّلُ

***

فالصابرون إذا أصابهم الردى
حمدوا الإله وسبّحوهُ وحوقلوا

***

ويدي يدي العُليا بكلّ تذلّلٍ
مولايَ بين يديكَ ها أتسوّلُ

***

فأنا الفقير إليكَ عفوكَ غايتي
ورضاكَ فاقْبلني بمَنْ تتقبّلُ

***

في سورة الإخلاص مُجمل رحلتي
إذْ غاية التوحيد لا تتفصّلُ

***

آمنتُ عن وعيٍ وكلّ علاقةٍ
بالله لولا الحبّ لا تتأصّلُ

***

مِنْ “بسمِك اللهمّ ربّي” المدخلُ
وإلى “تقبّلني بعفوِكَ” أرحلُ

***

الشوق في صدري حريقٌ مُزمنٌ
وقصائدي والوعدُ وجهُكَ مرجلُ

***

يا للدعاء وقد نسجتُ خيوطَهُ
صوفاً فـ ” آمين” الإجابةِ مغزلُ

***

من “راء” يا رحمٰن حتّى “نونها”
وأنا  بأسباب الرجا أتوسّلُ

***
ربّاهُ ليس الراء إلّا رهبتي
والباء بوحي كلّما أتوسّلُ

***

فتخونني الكلماتُ إنْ حمّلتُها
ثِقلَ المقامِ وصامتاً أتبتّلُ!

***

بفتوح رحمتك العظيمة لا بما
كسبتْ يدايَ ولا بما قد أفعلُ

***

يا ظاهراً يا باطناً يا مبدئاً
يا منشئاً يا آخراً يا أوّلُ

***

يا واحداً يا ماجداً يا واجداً
يا رازقاً يا واهباً لا يبخلُ

***

يا باسطاٌ يا خافضاً يا رافعاً
يا مانعاً يا جامعاً لا يغفلُ

***

يا بارئاً يا مؤمناً يا باعثاً
يا قادراُ يا قاهراً لا يُسألُ

***

يا أيّها المتعال جئتكَ تائباً
أرجو رضاكَ و وحدكَ المتقبّلُ

***

يا والياً يا محصياً يا حاكماً
يا قابضاً يا شاهداً لايغفلُ

***

يا راحماً يا سامعاً يا مبصراً
يا باعثاً يا غافراً ما نفعلُ

***

يا عادلاً يا مؤنساً يا مرشداً
يا فاصلاً يا واصلاً لا يُجهلُ

***

يا ربّ يا نور السماوات العُلى
والأرض جئنا من معينكَ ننهلُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى