شعر: جمانة الطراونة
من أيّ أبوابِ القصيدةِ أدخلُ؟!
وبأيّ أثوابِ الرؤى أتجمّلُ؟!
***
لغتي أمامكَ لا تليقُ وقدرتي
تنهار كُلّيّاً إذا أتبتّلُ
***
لا شيء إلّا الدمع أملكهُ فهل
تغني مدامع طامعٍ يتوسّلُ؟!
***
فاضتْ دموعي عند بابِكَ خشيةً
وسفحتُ روحي فالمحبّةُ أجزلُ
***
مازلتُ والأسماءُ روضٌ مزهرٌ
كفراشةٍ نشوانهٍ تتجوّلُ
***
العطرُ دوّخني فما أبصرتُهُ
قد فاق مراتٍ لما أتخيّلُ
***
فالله مختصرُ الحكايةِ كلّها
والبدءُ والختمُ المثيرُ الأجملُ
***
يا ربّ قد بلغ المريد بشوقهِ
أضعاف ما يرجو وما يتأمّلُ
***
فإذا ضعفتُ فإنّ وصلكَ قوّةٌ
وإذا التجأتُ فأنتَ وحدَكَ موئلُ
***
يا ربّ قد شبّ الحنين بأضلعي
وأنا برغم الصبر لا أتحمّلُ
***
أرجو لقاكَ فقد بلغتُ من الجوى
ما لايطاق وليس لي مُتعلّلُ
***
فإذا استبقتُ فإنّ لهفي سابقٌ
وإذا عجِلتُ فإنّ قلبيَ أعجل
***
وعلى اسمك المفتول حبلاً من دمي
سألّف خُضر المفرداتِ وأفتلُ
***
مولايَ وانقطعتْ حبال تعلّقي
بالآخرين وحبل ودِّكَ يُوصلُ
***
وبكَ اغتنيتُ فليس لي من حاجةٍ
إلّا إليكَ و وحدكَ المُتفضّلُ
***
يا ربّ لا نورٌ سواكَ إذا دجا
من حولي (الليل البهيم الأليلُ)
***
وأنا بفضلِكَ حين أدخلُ عتمةً
لا أقلقُ المصباحَ فاسمُكَ مشعلُ!
***
بفتوح رحمتك العظيمة لا بما
كسبتْ يدايَ ولا بما قد أفعلُ
***
فتركتُ يا ربّي عليكِ حمولتي
إذْ لا تواكُل إنّما متوكِّلُ
***
أصبحتُ والإصباحُ منكَ تعِلّةٌ
لي أنتَ آخرها وأنتَ الأوّلُ
***
يا منتهى الأنوار أدلجَ عالَمي
وبكَ استعنتُ وأنتَ نورٌ أكملُ
***
جيشٌ مِنَ الآثام يزحفُ قاصداً
قلبي العفيف وفي دمي يتوغّلُ
***
وأنا بحبلِكَ يا إلهي ممسكٌ
فالعروةُ الوثقى السبيلُ الأمثلُ
***
سبحانكَ اللهمّ حرز معلّقٍ
باللطفِ من أحزانهِ يتعلّلُ
***
فالصابرون إذا أصابهم الردى
حمدوا الإله وسبّحوهُ وحوقلوا
***
ويدي يدي العُليا بكلّ تذلّلٍ
مولايَ بين يديكَ ها أتسوّلُ
***
فأنا الفقير إليكَ عفوكَ غايتي
ورضاكَ فاقْبلني بمَنْ تتقبّلُ
***
في سورة الإخلاص مُجمل رحلتي
إذْ غاية التوحيد لا تتفصّلُ
***
آمنتُ عن وعيٍ وكلّ علاقةٍ
بالله لولا الحبّ لا تتأصّلُ
***
مِنْ “بسمِك اللهمّ ربّي” المدخلُ
وإلى “تقبّلني بعفوِكَ” أرحلُ
***
الشوق في صدري حريقٌ مُزمنٌ
وقصائدي والوعدُ وجهُكَ مرجلُ
***
يا للدعاء وقد نسجتُ خيوطَهُ
صوفاً فـ ” آمين” الإجابةِ مغزلُ
***
من “راء” يا رحمٰن حتّى “نونها”
وأنا بأسباب الرجا أتوسّلُ
***
ربّاهُ ليس الراء إلّا رهبتي
والباء بوحي كلّما أتوسّلُ
***
فتخونني الكلماتُ إنْ حمّلتُها
ثِقلَ المقامِ وصامتاً أتبتّلُ!
***
بفتوح رحمتك العظيمة لا بما
كسبتْ يدايَ ولا بما قد أفعلُ
***
يا ظاهراً يا باطناً يا مبدئاً
يا منشئاً يا آخراً يا أوّلُ
***
يا واحداً يا ماجداً يا واجداً
يا رازقاً يا واهباً لا يبخلُ
***
يا باسطاٌ يا خافضاً يا رافعاً
يا مانعاً يا جامعاً لا يغفلُ
***
يا بارئاً يا مؤمناً يا باعثاً
يا قادراُ يا قاهراً لا يُسألُ
***
يا أيّها المتعال جئتكَ تائباً
أرجو رضاكَ و وحدكَ المتقبّلُ
***
يا والياً يا محصياً يا حاكماً
يا قابضاً يا شاهداً لايغفلُ
***
يا راحماً يا سامعاً يا مبصراً
يا باعثاً يا غافراً ما نفعلُ
***
يا عادلاً يا مؤنساً يا مرشداً
يا فاصلاً يا واصلاً لا يُجهلُ
***
يا ربّ يا نور السماوات العُلى
والأرض جئنا من معينكَ ننهلُ