أدب

مع خطب الشام

شعر: هلال السيابي

يا شامُ أينَ ذمامُ السيف والزرَد

وقد أهينا، ورِيعت بيضةُ البلد

***

وزلزل المجد، واهتزت أريكته
وزمجر الخطب في سهل وفي نجد

***

وقيل إن شأم العرب قد نسفت
من الذرى، بعد زهو العيش والرغد

***

ولم تعد غير ذكرى من مواجعنا
فآل صهيون لم يبقوا على سَبَد

***

فأين تاريخك الوضاء يا وطنا
عالي المحجل والعرنين والعضد

***

ألست من علٌَم الدنيا هَوِيَُتها
بالابجدية وهٌَاجاً من الأبد

***

ألست فتنة “غسان” على بردى
متى يصفٌّقْ يضقْ عنه مدى الأمد

***

وأين شهبك هل حاق الأفول بها
وأين شوسك بين العز والصٌَيَد

***

وأين أبناؤك الغر الألى صنعوا
تاريخ عزك ريٌَانَ الجلال ندي

***

بالله أين البهاليل العظام مضوا
وهم حماة الحمى والسٌَاح والرشد

***

وهم بنو المجد من أزدٍ ومن مضرٍ
وهم أولو الروع بين الخيل والطرد

***

فماجرى، كفكفي ياشام دمعك ما
هذا بوقت الدموع الحمر واتئدي

***

وحدٌّثينيً عمَُا آدَ مجدَك من
سوءِِ، و عمٌَا أصاب الروح من أوَد

***

ألا يزال بحمص قبر”خالد” أم
زلت به قدم الأيام والرصد

***

والعهد أن له من نبضه نفس
بكل فرد بسهل منك أو نجد

***

وكم تراءى “فتى الجراح” منك على
رجالك الشم أو أبنائك الأسد

***

وأنت من “عبد شمس” راية أنف
لطالما خفقت بالمجد والحشد

***

ما أذٌَنٌَ الكونُ الا من أعنٌّتها
ولا علا بسوى أجنادها النٌُجد

***

من طنجة لأقاصي الصين خافقة
رايات مجدك بين العدٌّ والعُدد

***

فكيف تعبث صهيون بمجدك يا
فيحاء، عمدا ولا صوت لمنتقد!

***

لم يبقِ من حجر كلا ولامدر
إلا وصيٌَره صهيون كالقٍصَد

***

وللحماة لسان غير ناطقةٍ
كأنٌَما الأمرُ من زيفٍ ومن فنَد

***

فما لمجدك قد طاح العداة به
ولا مُدافعَ من حكامك الجدد!

***

يا أحمدَ الشرع هل في الشرع صمتك عن
ما قد سمعت، وما شاهدت بالبلد!

***

غارات صهيون لمٌَا تُبقٍ من أثر
لكم ولاسبد كلا ولا لبد

***

لم يحلموا أبدا يوما بما ظفروا
به، ولمٌَا يدر منهم على خلد

***

أهذه ثورة قل لي فديتك أم
هذي خيانة زهو الخيل والطرد

***

ماذا تقول لتاريخ مجللة
أيامه، بات هذا اليوم كالزبد

***

ماذا تقول لصحب المصطفى وهم
باتوا غضابا على ما صار من لدد

***

ماذا تقول لمروان وأسرته
إذا رأيتهم في موقف حرد!

***

أو جاء من آل عباس معاتبهم
ما بين معتصم منهم ومعتمد!

***

هديت ماليَ في هذا العتاب سوى
أني من العرب بين الهام والكبد

***

مالي بنصحي من همٍ ولا إرَبٍ
سوى الوفاء لاخلاقي ومعتقدي!

***

يؤودني أن أرى التاريخ في غضبٍ
منا ، وأن أبصر الأسلام في نكد

***

فاقبل فديتك نصحي ، وامض ملتئما
على الطريق، والا فاحيَ كالوتد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى