حاشية على رسالة الغفران
بقلم: علي سرمد
في رحلةٍ
لها الأسماءُ كلُّها
وليس لها شكلٌ أو هوية
جئتُ لِأروي ظلماتَ المعنى
الإلهُ على عرشه جالسٌ
والشعراءُ من حولِه
يكاسرون همومَ الأرضِ
بنبيذِ الشعر
ويروون كلَّ ما تفجَّرَ في قرارةِ الإنسان
ويطردون كلَّ مَن لا يحتكمُ بالعقل
فيما كان الكلُّ يروي
كان المعري يشدُّ الكلامَ بخيطٍ سينمائي
عبرَ أخاديد الأرضِ
ليكون دليلاً واضحاً على الغفران
حيثُ لا غفرانَ لكلِّ مَن سلك طريقَ الدّمِ.
وكان امرؤ القيس ينادمُ التاريخَ
ويصنعُ من المروياتِ لغةً
يشاطرُ بها أنفاسَ الأساطير
وكان بشار بن برد يروي
أباطيل الوجود
فيما وراء الخيرِ والشرِّ.
وكان أبو نواسٍ ينشدُ
قفوا نستفيقُ على ماشينا
ويجعلُ هذه الجلسة
مرآةً للجحيم.
وحين انتهى فعلُ الروي
أفاقَ الجميعُ على صوتِ جاريةٍ
وهي تدندنُ بعودها الثمل
بجراحاتَ الوجودِ العاثر في دمها
اثنانُ أهلُ الرحلةِ
ذو عقلٍ يسبحُ في اختلاف الوجودِ
وبلا عقلٍ يستكينُ بأحادية المعنى.