عزيزي لوز.. صاحب الابتسامة النرجسية!
بقلم: عفاف حسين الخطيب
بدايةً …دعَني أشكر التاريخ الذي جَمَعني بكَ، لَحظة تعثّري بدروب عينيك التي حَفَفَتْ ثَرى أَجَلي، يومَ جَعلتني أكتبكَ في كلّ مَرةٍ أشرعُ بها على مَسك قَلمي،
لا عليكَ.. هذا ليس خَطأك!
صدقَ مَن قال إنّ أعظمَ مَا قد يُدونهُ المرءُ أحلّامه…
أمّا بَعد…
دعكَ من هَراء المقدمات، أنا أعلم أن خطوتي مُنافية للقواعدِ، ومن المُؤكد أنّها ستكون أغرب رسالة قد مرت على النهج النحوي التعبيري،
لكن؛ ماذا عسّاي أن أفعل؟!
مذّ عرفتكَ وأنا أُحارب على جَبهتين!
ماعادَ باستطاعتي حَصيَ الأيام التي تمّر بسهولةٍ،
إمّا أنّها أصبحت تَتَتالى على عَجَل مِثلما يَفعلُ قلبي في كلّ مكالمةٍ بيننا،
أو أن مَدارات الفلك التي اعتادت أن تتعاقب ضِمنها وَقفت على لحظةٍ مؤاتية للحبّ فاستقامَت!
على أيّ حال، كل هذا لا يَهمنا
إن شِئت تَعالَ لأبني لكَ عبرَ جوارحي خطّاً آخراً للزمن، عبّد في مداره كلّ طرقاتِ مَخاوفكَ وأحزانكَ لأردمَها،
أنتَ استمر عن كَونكَ بوصلة اتجاهاتي وقَافلتي وأنا سَأنتزع لكَ في كلّ صباحٍ ادّعاء يَقرّ لِضحكتِكَ حقّ السّطوع عوضاً عن الشمس!
ثمّ مامن حاجةٍ لنا خوض صراعات كهذه أنا أعلم أنّ لكل قديم أزل والشروق يعود بالميراث إليك
دَعنا نستأنف صِفة النرجسية هذه، أعلمُ لو استمريت عن تشبيهك بها سأُرغم على تحريف العلوم التي شملتها
لطالما اعتدت تصديق الأشياء التي أَلمسها دون غيرها،
فالآن أنا على رهان كاسب مع الحياة!
إن قالوا في النرجس عقاراً مناسباً لطفرات الجلد وطَفحه ادعيتُ أنّك بلسم لندبات الروح ونداءاتها،
يا لوز …على مدى معرفتنا بمواسم ظهور براعمها سَتبقى عينيك الفصل الأنسب لإنتاشها،
لكل أوان أوان إلّا أنت لقلبي حتى آخر أوان!
اليوم أمارسُ طقوس الحبّ من جديد، أستعيد أرشيف قلبي الذابل قبل الرابع من ديسمبر..
أتدري؟!
حتى السماء غدت تحتفل معي، أصبحت تزّف نُدب الثّلج كلّما رددت اسمك، كلّما همستَ أحبّكَ،
على الدوام أُحبّك!
كانت ضحكتكَ تحثّ كل مافي الكون على العطاء
تنجي البائسين من كربهم وتطمرني أنا بقش الغرق في تفاصيلك
اعلمْ…أنا هنا لا أخفي تورطي بكَ بل أدّعيه، أقوله، أعنيه
أمارسه في كلّ فجرٍ في كلّ مقام وآذان
أطلبه من كلّ وَليدٍ رضيع وكلّ شيخٍ صَائم من أَيّ متسول جائع وأيّة بصّارة صائبة
أنا هنا لأحرر نفسي من الوعد الذي قطعته لوالدي
حينما علّمني السجود في كلّ مرة أبلغ بها أمنية!
بعدَ أن التقيتك…
لا شكّ أنني سأمضي بقيةَ عمري أجثو على ركبي.
عليكَ أن تعلم يالوز …أنكَ بمثابة سُكّرة لطفل مَفطوم انقطعت شَجرة الحَياة عنه وغدوتَ أنتَ العائلة الوحيدة بالنسبة إليه.