مقال

أوقفني في اللغة وقال

بقلم: سمير حماد
أوقفني في اللغة وقال: الفارغون من البشر , أكثر ضجيجاً من الحروف والأشياء.. وهكذا القطار , إذا مرّ بقربك وسمعت جلبةً لإحدى عرباته , فاعلم أنها فارغة.. وهذا ما يحصل في سوق الباعة أيضاً, إذا سمعت تاجرا ينادي بأصواتٍ عالية, على بضاعته فاعلم أنها كاسدة ..
وهذا بالنسبة للسياسي, كلما سمعته يصرخ ويتحدّى ويؤشّر بيديه الإثنتين ويرغي ويزبد, فاعلم أن رأيه باطل وقبض الريح.
كل فارغ من البشر والكلام , والأشياء له جلبة وصوت وصراخ.. أماا العاملون المتابرون فهم في سكون ووقار، لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد, وإقامة المشاريع النهضوية
إن سنبلة القمح الممتلئة تقيلة ساكنة ثابتة, أما الفارغة من السنابل, فإنها تتمايل متهتز لخفتها, تؤرجحها الريح , وتلوّحها بطيشها ،
وفي الناس اناس فارغون مفلسون أصفار, مهزومون راسبون في مدرسة الحياة , مخفقون في حقول المعرفة واللغة والإبداع يعرقلون ويشوهون المجدّين الناجحين، حالهم كحال طفلٍ أرعنَ, أتى الى لوحة رسام فائقة الحسن والجمال , وبدأ يخربش عليها ويشطب محاسنها ويشوهها ويعبث بمعالمها، وهذا ما يفعله الفوضويون الظلاميون التكفيريون , عندما يطفئون مصابيح الحضارة, ويشعلون النار في أردان العصر, ويهدمون صروحه ويقتلون علماءه, ويفجرون منجزاته, ويدمرون مدنه وارثه, وتراثه, ويمحون أي إثر خطه العقل عليه , ويسفهون الحداثة والعلم، وليس من همٍّ لهم إلا محو الحاضر والعودة إلى الماضي انسجاما مع جنونهم وفقدانهم للعقل والحكمة والانتماء والهوية ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى