أخبار

في بلد الشعر.. تدشن العراق بيتا للشعر وتحتفي بالشعراء

اليوم العالمي للشعر

عالم الثقافة | بغداد
           
احتفاء بيوم الشعر العالمي أقام بيت الشعر العراقي بالتعاون مع مؤسسة دار بابل للثقافات والفنون والأعلام أمسية شعرية يوم الثلاثاء 21/3/2023 الساعة الخامسة عصرا في قاعة دار بابل ، شارك فيها شعراء لهم حضورهم الفاعل في الساحة الشعرية العراقية والعربية من بينهم :حميد قاسم وعلي الشلاه وزعيم النصار وحمدان طاهر ورضا السيد جعفر وعباس وهب وعماد جبار وحسن عبد راضي الذي قدم الشعراء برفقة الموسيقار عازف العود علي محسن، الذين حلقوا في سماء الشعر بلغة عالية ليمطروا الدهشة في نفوس الحضور ،وتوزعت مضامين قصائدهم بين الوطن ومعاناته والذات القلقة والوجود، وجاءت المعزوفات الأنيقة للموسيقار علي محسن لتعزز ما عزفه الشعراء من موسيقى شعرية في صور معبرة في أجواء ربيعية ماطرة، مما زاد من التفاعل والاعجاب من قبل الحضور الذي ضم عددًا من الشعراء المثقفين والاكاديميين والمهتمين بالشعر والنقد الداعمين للعودة الفاعلة لبيت الشعر العراقي ، ومن بين الحضور الدكتور عماد جاسم وكيل وزارة الثقافة والشاعر عبد الزهرة زكي والدكتور أثير محمد شهاب والدكتور نواس الخفاجي وآخرون ، ولم تمنع زخات المطر الشديد من اقامة الجلسة وحضور المشاركين والمهتمين،ويأتي هذا الاحتفال ليؤكد أن بيت الشعر العراقي فضاء لجميع الشعراء والمثقفين العراقيين والعرب ،وهو المظلة التي ترعى حركة الشعر من خلال تفعيل  الأنشطة الثقافية والأدبية والشعرية من خلال استذكار الرموز الشعرية التي رحلت عن عالمنا وتركت ارثا شعريا كبيرا ومميزا ،فضلا عن الرموز التي ما زالت حاضرة وتسليط الضوء على تجاربها من جديد ،فضلا عن الشروع بفسح المجال أمام الشباب لتقديم تجاربهم الشعرية، واقامة الدورات التدريبية في الكتابة الابداعية.


  يذكر أن هذه العودة  لأنشطة بيت الشعر العراقي كانت ثمرة حوارات ومشاورات امتدت لعدة شهور شارك فيها كل من عماد جبار وزعيم النصار ود.حسن عبد راضي و د.سعد التميمي الذين انفتحوا في حواراتهم على عدد الشعراء والنقاد ومنهم د.علي جعفر العلاق وجواد الحطاب وعلي الشلاه و محمد تركي النصار ، ولما كان العراق هو مركز الاشعاع الشعري العربي ، كان لابد من احياء هذا المشروع  وإعادة حضوره في الساحة الشعرية العراقية من خلال استعادة  تقديم الشعراء الذين كان لهم حضورهم الفاعل في العقود الماضية واحتضان الشعراءالشباب من خلال اقامة الامسيات والمهرجانات الشعرية ورعاية المواهب الشعرية وتشجيعها ومواكبة كل ذلك بالدراسات النقدية الرصينة ،فمما يثير الانتباه  فاعلية بيوتات الشعر في كثير من البلدان العربية التي تنظر للشعر العراقي بعين الاحترام والتقدير بينما بيت الشعر العراقي غائب عن الساحة الشعرية العراقية والعربية.                                                                                                
 ويبرز الدور الثقافي لبيت الشعر العراقي في هذا الوقت في استعادة دور الشعر في خلق أجواء التفاؤل والجمال والامل بمستقبل زاهر، فضلا عن تنشيط الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع من خلال ثقافة التفاعل مع الأدب والشعر، وهذا ما تحققه الملتقيات لثقافية والشعرية للشباب والمسابقات الشعرية على مدار السنة ايمانًا بأهمية دعم النشاط الإبداعي الثقافي، ورعايته وإنتاجه بوصفه بنية أساسية في خلق شراكة بين المثقف المبدع بالمجتمع عبر بيت الشعر، الذي يعد خطوة ضرورية في بنية العمل الثقافي لأنه يفتح الفضاء أمام الأفكار والاقتراحات والرؤى الثقافية، التي يقدمها المثقفون والشعراء من أجل تطوير الخطط التي يرسمها للنهوض بواقع الثقافة والشعر ،إذ سيكون بيت الشعر العراقي ملتقى للشعراء من أجيال مختلفة ومنصة للأنواع الشعرية المختلفة ليس على مستوى العراق فحسب بل على المستوى العربي من فرادة وخصوصية لما تمتلكه الشعرية العراقية من إرث يمتد لعشرات السنين ،فالشاعر العراقي يمتلك حضوره الأثير فى الساحة العربية في تفعيل دور بيت الشعر وتطوير برامجه، لذا فإن بيت الشعر يحتفي بالتجارب العراقية التى تمتلك قدرات مميزة ومغايرة.
 وقد تحدث المتصدون لانطلاق بيت الشعر العراقي في ختام الجلسة إذ اكد الشاعر زعيم النصار أن بيت الشعر ينتظر من جميع الشعراء العراقيين بأجيالهم المختلفة وتجاربهم المتنوعة التفاعل مع خططه الطموحة من أجل اعادة الحياة للشعر ،وخلق فضاء ابداعي نقي يبث روح التفاؤل والأمل والايجابية ،والعمل كفريق واحد في التحضير للانشطة المختلفة ، فالشعر عامر بالجمال والإبداع ويمكن ان يكون فاعلا في المجتمع،أما الدمكتور سعد التميمي فقد اشار الى أن بغداد قد صنفت من قبل اليونسكو عام 2015  مدينة ابداع ادبي لتكون المدينة العربية الوحيدة بل المدينة الوحيدة في النصف الجنوبي من الكرة الارضية التي صنفت ضمن شبة المدن الابداعية في اليونسكو،لذا يجب أن يأخذ بيت الشعر دوره في نشر الأبداع الأدبي بشكل عام والشعر بشكل خاص لما له من أهمية في تحقيق التنمية المستدامة ،إذ إن الثقافة عنصر أساس في رفع مستوى الوعي الذي يساعد على تحقيق التنمي بشكل سليم ،لذلك من الضروري تعزيز دور الشعر في التواصل و تثمين دوره على المستويين الإنساني والحضاري ويتحقق ذلك من خلال المشروعات الأدبية المقترحة، وتشجيع الجميع على المشاركة والمبادرة بمحبة وإخلاص في الانشطة وعدم  الرضوخ الى الواقع المأزوم ،فبيت الشعر العراقي ينتظر تعاون الشعراء والنقاد والمبدعين على مد جسور للتواصل الجمالى، لاسيما أن الطرح الذى يتبناه هو ثمرة صادقة من أجل أن يكون هناك بيت للشعراء، ونقاد يبثون من خلاله تطلعاتهم ورؤيتهم لواقع الثقافة ومستقبل الشعر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى