ماذا تريد *

كوكب البدري | العراق

ماذا تريدْ ؟

من ضوئيَ المنسيِّ في صمتِ الوريدْ

من يأسِ أحلامي التي ماعانقت إلا مواويلَ البريدْ

ذاك البريدْ

يقتاتُ من جمرِ انتظاري كلّما هطلَ الصقيعْ

يقتاتُ من سأم اصطباري ريثما ألقى الربيعْ

ولعله يطوي الرسائلَ برهةً

ولعلني أخفي الزنابقَ آهةً

ولعله ماضٍ إلى ميناءِ ذكرانا التي تاقت إلى دربي  المعنّى والشّريدْ

 

ماذا تريدْ ؟

فالليلُ ،كلّ الليلِ منسكبُ الأغاني كالحريقْ

والنّايُ مرتبكُ العهودِ وقد غفت أنغامُه ثكلى يبعثرُها الطريقْ

والفجرُ يسألُهُ الضّياءُ عن اللقاءِ إذا بدا وجهي يكابرُ سهدَهُ وهو الغريقْ

والباب؛ ذاك الجرحُ في أسرارهِ حبّي الوحيدْ

 

ماذا تريد؟

مازلتَ تسألُني إذا نامتْ حكاياتُ السّهارى والجنونْ

مازلتَ تسألُني لماذا في النّوى أهَب النّجومَ حكايةً ملأى بعاصفةِ الظّنونْ؟

فيُجيبُكَ اليأسُ الذي سَكَنَ العيونْ

ويُجيبُكَ الشّكُ الذي أدمى الشّجونْ

ويُجيبُكَ الوردُ الذي ذبُلَت غصونُ ودادِه

ويُجيبُكَ الحرفُ الذي  تاهت سطورُ رشادِه

إنّ البلاد بلا خطاك غريبةْ

ولربما سرت الغيوم إلى مداك قريبةْ

لكنني ،يا كلّ أحلامي فداك.. وماالغياب ؟سوى عذابٍ آسرٍ

أو ماالغياب؟ سوى حضورٍ جائر ٍ

أو ماالعذاب؟ سوى نصولٍ غائره

ولربما ليس العذاب سوى نفوسٍ حائره

مسجونةٍ بين المرايا والبريدْ

في عتمة الشّوق الطّريدْ

ماذا تريدْ؟

 

ماذا أريدْ؟!

أفهل أزيد وهل أعيدْ؟!

ياليتك السّرُّ المسافرُ في دمي

أو ليتك الحرف الأخير على سطور تلعثمي

ياليتك الأضواء والأصداء والعمر السّعيدْ

لكنّك  الليل الذي أغرى زهوري بالذّبولْ

أشقى فساتيني التي سامرتُها؛ شوق الوصولْ

أبكى عناويني التي تاهت وأرّقها الذهولْ

فتساءلتْ ماذا أقولْ؟

عن دمعة سكبت أريجَ الحب في عمر الفصولْ

عن لوحة ذبلت بلا لون السّنابل والحقول

أو رشفة جنّت بها الذكرى إلى شاي المساء

من كفك المسكون حبا وانتشاء

من طيفك المطوي خلف ستائري إذ عابثتها الريح في قلب الشتاء.

حيث الليالي شيّدت من بردها جسرا يدفئه الحنينْ

مرّت به الآهاتُ

غصت به العبراتُ

حارت به النّظراتُ

وتنهدت شوقا لعطر الياسمين

فالياسمين؛ رفيق درب العاشقين

والياسمين؛ نجيّ روح الحالمين

يروي الحكايا كالنشيد

يروي بقايا زقزقات الصّبح، ماذا قد دهاك

ماذا دها الصّيف الذي زرع اليباب على خطاك

واستنبت اليأس المكبل للنّدى كي لا أراك

كي لا أرى صحراء عينيك التي خطفت ضريح الحب للجبّ البعيد 

عبث هواكْ

موت جفاكْ

وحقيبتي ملّت جنوني كلما كان اللقاءُ بلا لقاكْ.

أفهل أزيدُ وهل أعيدْ؟

ماذا تريدماذا أريدْ؟!

أفهل أزيد وهل أعيدْ؟!

ياليتك السّرُّ المسافرُ في دمي

أو ليتك الحرف الأخير على سطور تلعثمي

ياليتك الأضواء والأصداء والعمر السّعيدْ

لكنّك  الليل الذي أغرى زهوري بالذّبولْ

أشقى فساتيني التي سامرتُها؛ شوق الوصولْ

أبكى عناويني التي تاهت وأرّقها الذهولْ

فتساءلتْ ماذا أقولْ؟

عن دمعة سكبت أريجَ الحب في عمر الفصولْ

عن لوحة ذبلت بلا لون السّنابل والحقول

أو رشفة جنّت بها الذكرى إلى شاي المساء

من كفك المسكون حبا وانتشاء

من طيفك المطوي خلف ستائري إذ عابثتها الريح في قلب الشتاء.

حيث الليالي شيّدت من بردها جسرا يدفئه الحنينْ

مرّت به الآهاتُ

غصت به العبراتُ

حارت به النّظراتُ

وتنهدت شوقا لعطر الياسمين

فالياسمين؛ رفيق درب العاشقين

والياسمين؛ نجيّ روح الحالمين

يروي الحكايا كالنشيد

يروي بقايا زقزقات الصّبح، ماذا قد دهاك

ماذا دها الصّيف الذي زرع اليباب على خطاك

واستنبت اليأس المكبل للنّدى كي لا أراك

كي لا أرى صحراء عينيك التي خطفت ضريح الحب للجبّ البعيد 

عبث هواكْ

موت جفاكْ

وحقيبتي ملّت جنوني كلما كان اللقاءُ بلا لقاكْ.

أفهل أزيدُ وهل أعيدْ؟

ماذا تريد

***

هامش:

*كانت قراءتي لفصل (سيكولوجية القافية) في كتاب (سيكولوجية الشّعر) للرّائدة نازك الملائكة كفيلة بأن تستفزني لأكتب هذه القصيدة  حسب طريقة نازك المثلى..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى