سرعة تعديل قانون الأسرة وتأمين حق المرأة والأبناء
أهم توصيات ندوة "معا لحماية الأسرة" بنادي هليوبوليس
مجدي بكري | القاهرة
أوصى الجمهور المشارك في ندوة مبادرة “معا لحماية الأسرة المصرية” التي عقدت بنادي هليوبوليس الرياضي، بسرعة سن تعديلات قانون الأسرة، مؤكدين أهمية مطالب الندوة وأهدافها لصالح الأسر، وأعربوا عن أملهم في إعلان التعديلات في أقرب وقت وعدم الانتظار طويلا.. وأشاد الجمهور بأهداف المبادرة ومن أهمها ضرورة وضع قانون موحد ينظم الأحوال الشخصية لكل المصريين، وإيجاد آليات منصفة لتطبيق قانون الأحوال الشخصية، وحماية المطلقة والأرملة والأبناء بعيدا عن العناد، وتفعيل الحق في الرؤية والحق في نفقة الزوجية ونفقة العدة والمتعة ونفقة الطفل، وكذلك تطبيق فقه “الحق في الكد والسعاية” ومشاركة الزوجة في ثروة الزوج بقدر مساهمتها في زيادتها.
تميز حضور الندوة بالإيجابية ومشاركة الشباب خاصة ممن أقل عشرين عاما واتسمت مداخلاتهم بالثراء وفتحوا مدارك جديدة تتطلب نقاشا مجتمعيا منفصلا، وطالبوا بالتفاعل معهم ومعرفة القضايا التي تشغلهم والعمل على حلها سويا. واستعرضت الندوة باستفاضة قضية “التنمر” في المدارس والجامعات والأندية، حيث طرحت إحدي الفتيات المشاركات من الجمهور، فيما اعترف البعض بأنهم هم الذين تنمروا بزملائهم نتيجة تعرض أسرهم لخلافات بين الأب والأم، فما كان منهم سوي التنمر من زملاء لهم لمجرد أنهم يعيشون حياة سوية بلا مشكلات أسرية.
توفير استشاريين نفسيين
وأكدت د. إنجي فايد كبير الباحثين في وزارة الآثار، أستاذ مساعد الآثار ، مؤسس المبادرة، إن من بين أهداف “معا لحماية الأسرة توفير استشاريين نفسيين مهمتهم الاستماع والعمل على حل هذه المشكلات والتعرض لمثل هذه القضايا مبكرا تطبيقا للمثل الشائع “الوقاية خير من العلاج”. وقالت إن اللجوء الي المتخصصين لحل مشكلات عديدة ولم شمل الأسر يؤدي في النهاية الي تخفيض حالات الطلاق، وهو ما تعمل من أجله المبادرة بقوة.
وطرحت إحدي الفتيات المشاركة مشكلتها باستفاضة حيث تعرضت لتنمر البعض لها، بالإضافة إلى ما تعانيه البنات مما أسمته بـ”سيطرة المجتمع الذكوري” داخل الأسرة نفسها، أو تمادي الأب (الزوج) في معاملة الأم (الزوجة) بصورة سيئة أمام الأولاد، مما يؤثر سلبيا على نفسيتهم ومعاملتهم مع المجتمع الخارجي. وقد تصدى د. محمد أنور فراج عميد كلية تربية جامعة الإسكندرية، للرد على هذه المشكلة وشرح للفتاة حلول التعاطي السليم مع مثل هذه الظواهر، وضرب أمثلة ممن يتعرض له طلاب الجامعات سواء فيما بينهم أو من أعضاء هيئة التدريس.
السنباطي: الحوار المجتمعي السبيل لحل القضايا
وكان عمرو السنباطي رئيس نادي هليوبوليس، عضو مجلس النواب، قد افتتح ندوة مبادرة “معا لحماية الأسرة المصرية” تحت عنوان “الأسر المصرية..أمن واستقرار الدولة”،وأشاد بفكرة “الحوار” بين المبادرة وأعضاء النادي، وقال: الدولة تجري حوارا مجتمعيا تناقش فيه محاوره المتعددة حاضر ومستقبل مصر..فالحوار هو السبيل لبحث قضايا المجتمع، ومن ثم وضع الحلول اللازمة لمواجهة أي قضية كانت، سياسية، اقتصادية، اجتماعية. وأكد أن نادي هليوبوليس وانطلاقا مع دوره الاجتماعي، يتبنى نفس نهج الدولة وقرر استضافة حوار مجتمعي حول قضية استقرار الأسرة المصرية حيث تستحق النقاش والبحث. كما أشاد السنباطي بأهداف مبادرة “معا لحماية الأسرة المصرية” ومطالباتها التي وجدت طريقا لتكون ضمن مشروع تعديلات قانون الأسرة الذي بصدد إخضاعه لحوار مجتمعي قبل عرضه على مجلس النواب. وأشار إلى أن نادي هليوبوليس شريك أساسي في الحوار المجتمعي الذي يجريه مؤسسو المبادرة، وأعرب عن أمله في أن تحقق المبادرة الطموحات المرجوة من أجل وضع حد لظاهرة التفكك الأسري نتيجة الطلاق أو اختلالات في العلاقات الأسرية
وأوضح الدكتور حسام لطفي أستاذ ورئيس قسم القانون المدني بكلية حقوق بني سويف، في مداخلته بعنوان “قوانين الأسرة ما بين الماضي والحالي” أن المبادرة تقوم على فكرة التعاضد والمشاركة، مشيرا إلى أن وثيقة التأمين التي تنادي بها المبادرة تتشابه مع ما أسماه “رزق الصيادين” حيث كان الصيادون يتوافقون على اقتسام الغلة فيما بينهم، فمن اصطاد كثيرا يتعاون مع من قله غلته وهكذا يعود الجميع في حالة رضاء تام. وقال: صندوق تأمين الأسرة المقترح سيقي الجميع من أي أضرار قد تتعرض لها الأسرة ويعمل على استقرارها في حال حدوث الطلاق، فالزوجة ستجد لها مكانا آمنا للإقامة به وستحيا حياة آمنة في نفس الوقت.
وأشار “لطفي” إلى خطأ من يعتقد أن القانون الفرنسي المعمول به في مصر بعيدا عن التشريعات الإسلامية، موضحا أن بنود القانون الفرنسي مأخوذة من نصوص الشريعة، وخاصة من فقه الإمام مالك الذي استفاد منه القانونين الفرنسي والأمريكي. وقال: فقه الإمام مالك كان سابق لعصره باعتباره اعتبر أن القانون كائن مجتمعي.
ومن جانبه..ناشد الدكتور عبد الله النجار عضو مجمعي البحوث الإسلامية والفقه الإسلامي الدولي، الرجال بأن يتحلوا بالمروءة والعدل بعد حدوث الطلاق، وانه على الرجل ألا يستبدل الحب والعاطفة قبل الانفصال بالعداوة والبغضاء بعد الانفصال. وقال: الأٍسرة ما هي إلا فرح وحب وسرور ويجب تفعيل القانون ولا حرج على الرجل أن يكون كريما مع زوجته وأولاده بعد أي خلاف، مستلمها قوله تعالي (لا يحرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا). وأضاف: المرجو هو عدم الأمور للهوي، خاصة وأن المرأة هي المتضررة من حدوث الطلاق في أغلب الأحيان، وبالتالي يجب تفعيل مبدأ العدالة وتحكيم شرع الله بالعدل والقسط.
ماجد منير: مواجهة الإعلام البديل
وفي إطار جلسة الإعلام بعنوان “مبادرات بناءة ودعاوي هدامة”.. شدد الكاتب الصحفي ماجد منير رئيس تحرير الأهرام المسائي وبوابة الاهرام، على أهمية التصدي لحروب الجيلين الرابع والخامس، وتحدث باستفاضة عن هذه القضية وضرورة توعية الشباب والمجتمع في مواجهة ما تبثه “السوشيال ميديا”، مشيرا إلى خطورتها حيث صعب السيطرة عليها وأنها لا تخضع لأحكام القانون مثل وسائل الإعلام التقليدية أو حتى الألكتروني. ودعا إلى ضرورة وضع ضوابط عملية من أجل التصدي لمخاطر السوشيال ميديا.
وتحدثت د. ميرفت أبو عوف أستاذ الإعلام في الجامعة الأمريكية ،في نفس الجلسة، عن الوعي الإعلامي الذي لابد أن يبدأ من المدارس، مشيرة إلى أهمية الوعي الثقافي. وقالت إن القوة الناعمة للإعلام ترتبط بتنمية الفكر الإعلامي للمتلقي.
وفي جلسة “التعليم والاقتصاد..والجمهورية الجديدة”، تحدثت د. غادة قنديل الرئيس التنفيذي لبنك ميلون نيويورك بمصر، عن مبادرات البنك المركزي والجهاز المصرفي للدولة بشأن الشمول المالي، وضرورة نشر التوعية المالية لأفراد المجتمع كي يتكون عنده ما أسمته بـ”الثقافة المالية”. وأوضحت أن الجهاز المصرفي حدد الحقوق والالتزامات المالية للأفراد، وأن المجلس القومي للمرأة والبنك المركزي تبنا معا مبادرات للتدريب والتوعية على الشمول المالي وحتى لا تتورط النساء في قضايا شيكات بدون معرفة. وأِشارت “قنديل إلى مبادرات “المركزي وقومي المرأة” أيضا بشأن تأسيس مشروعات متناهية الصغر تستفيد بها الأسرة. وأوضكت أن المرأة أكثر التزاما بالسداد فيما يتعلق بقروض تأسيس المشروعات، وهذا نتيجة عوامل نفسية واجتماعية.
وشرح د. محمد أنور فراج عميد كلية تربية الإسكندرية في نفس الجلسة، دور الجامعة في خدمة المجتمع، مشيرا إلى مشاركة جامعة الإسكندرية في مبادرة “مودة” الرئاسية وقامت بتدريب الشباب المقبل على الزواج وتوعيته بما هو قادم عليه ودور الأسرة في المجتمع، وكيفية تنشئة أسرة قائمة على العدل والمساواة وتقاسم المسئوليات، مع تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة. كما أشار إلى أن الجامعة قامت بدور كبير في مبادرات “محو الأمية” ليس في نطاق محافظة الإسكندرية فقط ولكن شملت قواقلها المجتمعية التربوية محافظات عديدة، في إطار مبادرة “حياة كريمة” . وقال فراج عن أهمية محو أمية المجتمع: تكلفة الجهل أكبر من تكلفة التعليم.
الوحش: ضرورة الكشف المبكر عن الأمراض
وفي جلسة “الصحة العامة”، تحدثت د. نيفين الوحش استشاري طب الأسنان وإخصائية صحة المرأة، وركزت على الصحة العامة وتأثيرها على تنمية الأسرة، وضرورة توعية المرأة بالعلاج من الأمراض مع أهمية الكشف المبكر والمراجعة الدورية بهدف الوقاية من الأمراض. وعرضت “الوحش” نماذج للوجبات الغذائية النموذجية على أن تتضمن كافة العناصر اللازمة لبناء الجسم والحفاظ عليه. وشرحت باستفاضة دور التحاليل الطبية ومواعيد وكيفية إجرائها، وركزت على تحاليل السكري والسكر التراكمي والكلى والكبد والغدة الدرقية. وأشارت إلي أهمية القوافل الطبية التى تجوب المحافظات والمدن المختلفة للكشف المبكر عن الأمراض وكيف تساهم مثل هذه القوافل في تقديم العلاج المناسب للمواطنين وتقليل تكلفة المرض عن المجتمع.
وفي ختام الجلسة..عرض د. إنجي فايد مؤسس مبادرة “معا لحماية الأسرة المصرية فيلما تسجيليا عن أهدافها وتأسيسها وتوصيات ندواتها السابقة ودورها في المجتمع وما توصلت إليه من نتائج عملية ساهمت من خلالها في تضمين أهدافها في التعديلات الجديدة لقانون الأسرة.