أدب

ستزولُ الغيماتُ السّوداء

رفعت زيتون | القدس العربية المحتلة

إذْ كنتَ تُجَمّعُ كلَّ فنونِ الليلِ
كأغنيةٍ، ليغنّيَ هذا الليلُ حكايتَهُ،
أسمعها مثلَ نسيمِ البحرِ تهامسني
خذني لعيونٍ تلمعُ منْ فرحٍ
بلقاءِ البدرْ…
يا هذا اللاهثُ خلفَ رذاذِ الحبِّ
ستُروى عندَ بلوغِ العتمةِ ذروتها
ويطلُّ الفجرُ ببسمتِهِ
فاجمعْ ذراتِكَ واتبعني
لنذوقَ الشّهدْ….
لمْ يبقَ سوى
هذا الخيطِ الأسودِ مغترًّا
ببقايا العصرِ الحجريّ المعتمِ
لمْ يبقَ سوى بضعِ رصاصاتٍ طائشةٍ
يطلقها كيْ يسقطَ كلُّ الخوفِ
ويسقطَ هذا الخيطُ
تبعثرُهُ أيدي الجُيّاعِ إذا التمسوا
أرغفةَ الخبزِ السّاخنِ
عندَ الفجر…
يا هذا اللاهثُ خلفَ رذاذِ الحبِّ
تريّثْ قبلَ قبولِ النّورِ الزّائفِ
لا تعجلْ..
كاذبةٌ بعضُ نجومِ الليلِ
فلا تأبهْ بالضّوْءِ الباردِ قبلَ الفجرِ
وأنتَ تسيرُ بلا كللٍ
في ذاتِ الدهليزِ المكتظِّ
بتلكَ الأحلامِ الخضراءِ
تلوحُ أمامكَ عبرَ ممرٍّ رمليٍّ
فالرّملُ كما موجِ البحرِ الغدّارِ
بلا قلبٍ وبلا وجدانْ..
يا أملًا يخرجُ منْ أسفلِ جبٍّ
تحملُ في الليلِ ضياءَ الغدِ
وتخبّئهُ منْ أجلِ زهورِ الغدْ..
قدْ يخبو الضّوْءُ فلا تسقطْ
قدْ يحجبُهُ غيمُ الغرباءِ،
بربِّكَ يومًا لا تسقطْ…
يا أملَ الوردِ
لأجلِ الوردِ فلا تسقطْ..
انهضْ مرّاتٍ… مرّاتٍ
لتزولَ الغيماتُ السّوداءْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى