أدب

صوتي الذي لا يُسمع

د. نجاة صادق الجشعمي | العراق

يا من تُنصتون لصوتي الآن،
اسمعوا صوتًا لا يُقال…
صوت حفيدي، في صمته،
ينادي قلبي كلّما مال.

طفلي الذي لا ينطق،
علّمني كيف يُقال الحنين،
كيف تُبكى الكلمات في العيون،
وكيف يُحتضن الأنين.

كم مرةً ضاع منّي،
وضاع قلبي معه…
كم مرةً خفت عليه،
وما خاف هو… بل ابتسم.

جلس على حافة الخطر،
وأنا على حافة الانهيار،
لكن الله أنقذه…
وأنقذني من الانكسار.

مرجحوه في جلسةٍ،
فمرجحوا قلبي معه،
ضحكته كانت نشيدًا،
رغم أن صوته لا يسمعه أحد.

وكم من طبيبٍ قال لي ببرودٍ:
“لا أمل… لا تتعلقي كثيرًا”…
كأن قلبي ورقةٌ تُرمى،
وكأن حفيدي رقمٌ في ملفٍ يُطوى.

ثم جاء آخر، نظر في عيني،
وقال: “هو لا يتكلم… لكن قلبه يسمعك،
فكوني له صوته، وكوني له الحياة.”
فبكيت… لا من الحزن، بل من الرجاء.

وحين لا أملك ثمن جلسة،
أبكي… لا من العجز،
بل من وجعٍ لا يُقال،
أن أراه يحتاج… ولا أُعطي.

يا من تسمعونني الآن،
لا تطلبوا من الصمت أن يتكلم،
فبعض الأرواح تنطق بالحب،
وتُعلّمنا كيف نكون بشرًا… دون كلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى