الحازوق أيام الدولة العُبيْديّة
بقلم: رشيد مصباح (فوزي)
لستُ أدري كيف حتّى عثرتُ ذات مرّة على مقال وبحث طويل حول الأساليب والممارسات التي كان قد تعرّض لها أجدادنا في المغرب العربي على يد رجال الدولة الفاطِميّة العُبيْديّة التي كانت تسمى مجازا “دولة الخلافة الاسلامية”، والاسلام منها ومن ممارساتها بريء كل البراءة.
واستطاع صاحب هذا البحث أو المقال أن يصوّر بدقّة ما كان يجري في ظلّ حكم عصابات هذه الدولة العُبيْديّة. يقول الرّاوي أو الباحث إنّهم كانوا يعذّبوهم بـ”الحازوق”؛ إدخال قضيب حاد ومدبّب في فتحة شرج الضّحية حتى يخرج من بين كتفيه. وهو من أبشع وسائل التعذيب، ضد كل من لا يقوم بلعن الصحابة أصحاب السقيفة؛ المكان الذي اجتمع فيه الأنصار بعد وفاة النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ مباشرةً، للتّشاور والمبايعة، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر ـ رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين ـ .
في الحقيقة لم أصدّق للوهلة الأولى ما قرأتُه، إلّـا بعد مراجعتي بعض الطقوس الغريبة، التي لا تزال قائمة لحدّ الآن، رغم تعارضها مع نصّ وروح الاسلام. منها مثلا:
1ـ ممارسة الشعوذة و السّحر، وما جاء ذكره في الكتب الصفراء القديمة المغلّفة والمبطّنة بالبسملة والآيات، من خزعبلات وهرطقة.
2ـ “الزّردة”؛ وهي أكلة شيعيّة مصدرها بلاد الشّام والعراق و إيران، ويسمّيها الإيرانيون «شُله زرد». والتبرّك بالأولياء “الصّالحين”. والدّعوة إلى الوليمة وجمع التبرّعات من خلال رفع الأعلام الخضر,
3ـ الشّاش والرزّة؛ العمائم البيضاء و الصّفراء… و الأخضر والأصفر لونان مقدّسان لدى كلّ من الشّيعة.
4ـ الأساطير التي كانت تُنسج حول عليّ، وعليّ منها ومن ضلالهم بريء، والتي كنا ننام وننهض عليها في ليالي الشتاء والمواسم الطّويلة.
5ـ الاساءة إلى السيّدة عائشة؛ الصدّيقة بنت الصدّيق ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ، ببعض الألفاظ التي تداولتها الألسنة عبر السنين قبل أن يتداركها أولو النّهى.
6ـ زواج الحجّاج: وهو زواج المتعة الذي سقط فيه بعض حجّاجنا قديما؛ والذي الغرض منه هو نشر الفاحشة والزنا بين المسلمين.
لربما هناك من يريد أن يدافع عن الدولة العُبيْديّة، بدعاوى ومبرّرات عديدة، منها مثلا: الفتنة الكبرى وما جرى من خلاف بين عليّ ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ، وإرجاع الفضل لها والجهد الكبير في بناء الأزهر الشّريف. ومنها مثلا: نسبها الشّريف الذي يعود بزعمهم إلى فاطمة بنت الرّسول ـ رضي الله عنها ـ، في الوقت الذي يعتقد فيه بعض أنصار هذه الدولة الخبيثة، كفرقة “الغرابية”، اعتقادا لا يتزحزح ولا يتزلزل، أن عليّا أولى بالرّسالة من محمّد ـ عليه أفضل صلاة وأزكى سلام ـ؛ وله دلالة قاطعة على أن هؤلاء الملالي المنحرفين تربطهم علاقة وطيدة وعقيدة واحدة باليهود الذين خوّنوا جبريل عليه السّلام، سيّما فيما يتعلّق بمهدي ومسيخ آخر الزّمان. وقد تجسّد هذا الارتباط قديما فيما حدث وتعرّضله المسلمون من فتن، ومن خلال تآمر الغرب الصهيوـمسيحيّ معهم في حربهم ضد السنّة في كل من باكستان، وأفغانستان، وسوريا، والعراق، واليمن.
كما وقد حاول هؤلاء الملالي عبثا إعادة التّاريخ إلى الوراء، ومن خلال محاولاتهم الفاشلة نشر عقيدتهم في بلاد المغرب العربي الكبير، لكن جهودهم ذهبت أدراج الريّاح.