أول دمعة
شعر: بسام اليافعي | اليمن
لا تسألــوه عن مـدى إعجابـي
أو مالـه فـي القلب من أسباب
|||
أمرُ الهوى يا مَنْ يُسائِلُ مـالـه
سببٌ نبـــرِّرُه بـِعُقْمِ جــــواب
|||
روحان فـي سفـر الـمحبة قبلما
عرفا الـحياة – تـألـفـا – بحِقَاب
|||
فربى الهوى في الخافقين ترقبا
لقياهما لـيدبَّ فــي الأحباب
|||
فتـراهما نصفاً ألـمَّ بنصفه
فتكامـلا فـي الاسـم و الألقاب
|||
عيناهما وتـرٌ و ريشٌ والهوى
بهما يـدنـدنُ قصة الإعجاب
|||
بتناغمٍ عزف المشاعرَ صبوةً
والحبُّ أغنيةٌ على الأهداب
|||
يتهامسان على التباعد دون أنْ
يعيَ المكانُ حرارةَ الأكواب
|||
لغةٌ أشفُّ من الضياء حروفها
وأرقُّ من طيفٍ على الألباب
|||
كلماتها نُخَبٌ تدور كؤوسها
بالعشق تحملها يدُ الترحاب
|||
شَرِبَا على ظمأ السنينَ بلهفةٍ
كأسَ الغرام وأُسْكِرَا برضاب
|||
روحاً لروحٍ بثَّ كلٌ ما به
من حاجةٍ وتعانقا بتحاب
|||
في ظرف ثانيةٍ يقولانِ الذي
يحتاجُ عاما في يدِ الكُتَّاب
|||
فقد المكانُ أمامهم أحكامه
ونأى الزمان بنفسه ليُحابي
|||
حتى إذا أزفَ الوداعُ ولوحتْ
أيدي القلوبِ وآذنتْ بذهاب
|||
ضربا بأولَ دمعة ٍ محزونة ٍ
وعداً لأقربَ موعدٍ لإياب
|||
ورؤاهما قُبَلٌ تُقاسِمُ فيهما
فرحَ اللقا ، وأسى الغياب النابي
|||
يتبادلانِ بها الشجونَ تَأَمُلاً
ملأ المكان بعطره المُتَصَابي
|||
مشيا الطريقَ تَلَفُتَاً حتى غدا
وجه الطريق من الهوى ككتاب
|||
في كل شِبْرٍ خطوةٌ زرعا بها
نبضاتِ شوقٍ أو حنينَ غياب
|||
حتى استحالا في العيون تَواصُلاً
فتحا عيونَ القلب كالأبواب
|||
خلف الغياب عن العيون تواريا
جسدا وباتا أقرب الأنساب