يانهرُ هل للتائهين عبورُ؟

د. ريم سليمان الخش |فرنسا

( كاميرا لشاعر)…
غنائية بين غانية والنهر
-الغانية:
يانهرُ هل للتائهين عبورُ؟
أم للملطخ بالقذى تطهيرُ؟!

.
ياماء صلصالي المشقق منهكٌ
مرّت عليه قوافلٌ وعصورُ

.
من ألف جرحٍ والخطيئة معبدي
جسمي الضحية للبغا منذور

.
مذْ أن تفتحت الحدائق في دمي
وأنا قطاف تلذذٍ مهدورُ

.
أهلي الشوارع والزقاق مصاحبي
ويضمني عند الدجى ماخورُ
***
الواردون جميعهم لم يقرأوا
حزني ولا في ذهنهم تقديرُ

.
بل إنّهم مثل الوحوش تهافتوا
نحوي وخمر حشاشتي إكسيرُ

.
ولهم برغم سعارهم ماتشتهي
أموالهم ومعالمي تدميرُ
***
البعض ترجمني كثقبٍ بالعٍ
أفلاكهم في اللاهناك تغورُ

.
لاثمّ فرقٌ : كوكبٌ متهالكٌ
أو لامعٌ متأججٌ مغرور!!

.
كلٌ يزاول حمقه بجدارة
وعلى مدار الغانيات يدور

.
والبعض صوّرني ثمار حديقة
لاطير إلا ناقرٌ مسرورُ

.
لاترعوي عني غرابيبُ الأذى
أو يتقيني هدهدٌ مأمورُ

.
طورا ويرحل ناشرا أخباره
وأنا بكأس المدمنين أدورُ

.
فإذا ترنحت الكؤوس تنهنها
فوسادتي وكرٌ بهم مخمورُ
****
في العالم السفلي كلٌ راضخٌ
ومسخرٌ مستعبدٌ مبتورُ !

.
قد قلصوا الإنسان معبر متعة
وإن اشتكى فلصوته تخديرُ

.
إذْ طعنه حقٌ على أسياده
ولحلقه إمّا هوى تسكيرُ !!
***
في العالم السفلي موتٌ جاثمٌ
بؤسٌ مشاعٌ والبلاء خطيرُ
***
يانهر معناك الجميل تدفّقٌ
يسقي الأصيل وتشتهيك زهورُ

.
عذبا يصافحك الشروق تبسما
والى السهول الناعسات يسيرُ

.
كم دغدغتك الريح تنشرُ وجدها
كم سحّ في شوق اللقاء مطيرُ
***
أمّا وجوديَ غابة محفوفة
بالرجس موصوما به خنزيرُ

.
معنايَ قطبٌ مبهمٌ ومرارة
بردٌ برغم حرائقي إزميرُ
***
تدري قساوة أن يُقلّص عالمي
لمغارة منها العبور غفيرُ !!؟

.
تبفى خفافيشُ الظلام بحجرها
ويبول في أطرافها سكيرُ
***
ترتجّ أحيانا بهزٍ مرعبٍ
وكأنّ حشرا قد أتته قبورُ

.
وتطيرُ أشلائي لتُدمى جثتي !!
وكما يُجرّح نفسه البللورُ

.
يانهر صعبٌ أن تعيش مجرّدا
من كلّ معنى والوجود كثيرُ !!!
***
-النهر :
قد تفقد الأقفال كنه وجودها
لو أنّ سطوَ كنوزها مقدورُ

.
هيّا اخلعي ثوب الخطيئة واطهري
ذنب الأنا إنْ أخلصت مغفورُ
***
(خلعت رداء العهر ثم تغسّلت
بالماء والدفق العليل غزيرُ

.
كان انسياب الماء يُغري جسمها
وكأنّه من عطره مسحورُ !!

.
حتى تناسى ماأتت من أجله
والجريُ نحو مسامها مجرورُ

.
عمقا يُدغدغ مااحتوى لا يرعوي
عن كلّ ما للموبقات يُثيرُ !!

.
شبقا يُدلكها بكامل رغبة
هذا الخطير بخصرها مبهورُ )

.
-الغانية بينها وبين نفسها:

.
تبا له ..تبا لكلّ مذكرٍ

كلّ الغواة الآبقين ذكورُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى