لولا المحاويل
د. سعيد الزبيدي | نزوى
لولا (المحاويلُ) لم تستدَّ لي قدَمٌ
ولا استوى فوقَ هذي الخمسُ لي قَلَمُ
***
ولا رأيتُ مدًى يُفضي إلى أمَلٍ
إلا بها، واشتهى أجفانيَ الحُلُمُ
***
كم شاقني كلَّ يومٍ في أزقَّتِها
أنّي أطوفُ وأستلقي، وأقتَحِمُ
***
وألتقي خيرَ أترابي وفي لعبٍ
نُروِّحُ النفسَ من همٍّ ونقتسِمُ
***
لمَّا تزلْ ذكرياتٌ جمَّةٌ حُشِدتْ
أَحيا بها ثمَّ أغضي ثم أبتسِمُ
***
تزورني ههنا طيفًا ألوذُ بهِ
في غربتي، وأودُّ الآنَ يَرتسِمُ
***
لو قلتُ أنَّ بها من سيرتي صُوَرًا
فيها نقيضانِ: فالإشراقُ والظُّلًمُ
***
كم فرحةٍ غلبتْ في ظلِّها ترَحًا
وكم تصارعَ فيها البرءُ والسَّقَمُ
***
طويتُها إذْ تأبطتُ المُنى هدَفًا
وبتُّ أُعنى بما ترنو لهُ الهِمَمُ
***
والآنَ حينَ تناديني مهاتفةً
ينسلُّ بين ضلوعي نحوها ضَرَمُ
***
فأتَّقي لذْعَهُ في ظلِّ قافيةٍ
أشدو بها فـ(محاويلي) هي النغَمُ
***
وسلوتي سكني أستافُ رائحةً
منها كأنَّ عشيَّاتِ النَّوى نَسَمُ
***
وقلتُ: لولا، ويأسى كلُّ ذي مِقَةٍ
بها تُؤدَّى وتُستوفى لها الذِّمَمُ
***
وذا قليلٌ إذا قيستْ فضائلُها
بما تجسَّدَ بعدَ الخالقِ النِّعَمُ
***
أُعيدُها كلَّ آنٍ لحنَ أغنيةٍ:
لولا (المحاويلُ) لم تستدَّ لي قدَمٌ