لقد استهلكت كلَّ الغضب…

حسن المقداد-لبنان

لقد استهلكت كلَّ الغضب الذي أملكه في حلمٍ غريبٍ منذ أسبوع وصحوتُ صباحاً بلا غضب، مررتُ على كافّة الأصدقاء والأعداء ولكنَّ أحداً منهم لم يتخلَّ عن غضبه من أجلي، الأصدقاء قالوا أنّهم يحتاجونه بشدّةٍ في هذه الأيام، والأعداء لم يفتحوا لي الباب..
وضعتُ فلفلاً على برميل الحزن عندي على أمل أن يتحوّل غضباً، أصبح حزناً حارّاً فقط، فتّشت في المكتبة عن كتابٍ تافه يستفزُّ غضبي، تبيّن أنَّ معظم الكتب أتفه من ذلك، فلفشت في فيسبوك لأجد منشوراً أضع عليه أغضبني، وضعتُ الكثير من أضحكني، ولا أغضبني واحدة..
كنتُ أمرُّ بجانب المواطنين، كلهم لديهم غضب، يصرخون ويجدّفون، يتناطحون كالثيران أحياناً، ويطلقون النار على بعضهم البعض، كلّهم إلّا أنا، جلستُ على الرّصيف: غضب مشان الله، غضب يخليلك اولادك يا أستاذ، لم يتحنّن عليَّ أحد..
ها أنا أجلسُ الآن وحيداً أتناول الحزن الحار فتدمع عيناي، أشاهد التلفاز، الأخبار المحليّة والدّوليّة، ككنبة، كطاولةٍ مستديرةٍ إلى الأبد..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى