تفديك روحي
تفديك روحي
شعر: د. وجيهة السطل
ليلٌ طويلٌ على الآفاق ينسحب
والدمعُ يهمي من الأعماقِ ينسكِب
***
والنفسُ هائمةٌ في التيهِ موجَعَةٌ
يلهو الظلَامُ بها، والدربُ مُنشَعِبُ
***
في حضنِ مكةَ أنوارُ الهدى سطَعتْ
ضاءَت بأحمدَ، فانزاحَتْ بها الكٌرَب
***
طُوبى لآمنةٍ، ياسعدَها وضَعَتْ
من كان مولِدُه بُشرى كما السحبُ
***
وابنُ الذبيحَينِ وافانا بطلعَتِه
كمْ أكرمَ الخلقَ، ربٌّ راحمٌ يَهَب
***
نيرانُ فارسَ مِنْ أنوارِه انْطفأتْ
وعرشُ قيصرَ مُهتزٌّ ومضطرب
***
هذا محمّد، عينُ الله تحرسُه
منذ الرضاعةِ ، منه الخيرُ يُحتلَبُ
***
قد كانَ يلعبُ بين الصَّحبِ في مرحٍ
جبريلُ أقبَلَ، شقّ الصدرَ، فانسحبوا
***
واللهُ طهّرهُ مِن مُضغةٍ ترَكَت
في الصدرِ نُدبَتها، كي يُدحَضَ الكذبُ
***
يا لَلصغيرِ سما بالحزنِ منزلةً
فالروحُ ظامئةٌ ،والقلبُ مكتئب
***
في صوتهِ ألمٌ، والحزنُ يخنُقُه
يغلي الفضولُ بهِ، يجتاحَه عجب
***
فاستوقفَ الأمَّ محتارًا ليسألها:
مَنْ في الضريحِ؟ولِمْ تبكينَ؟ما السبب؟
***
فكان منها جوابٌ صادمٌ صعِقٌ :
أبوك هذا،فلا نَوحٌ ولا غضب
***
واحسرتاه على ما قد رأى ووعى
الأم قد مرضتْ، والموتُ يقترب
***
بكى وخبَّأَ في عينيهِ صورتها
روحٌ تعاني، وجسمٌ مُرهَقٌ تَعِب
***
يا أمَّ أيمنَ كم عانى ليدفنَها
فاللحدُ ثلجٌ، وقلبُ الطفلِ مرتعب
***
دمعي يغورُ بقلبي، لستُ أطلقُه
ما أصعبَ الخطبَ، كم خُطَّتْ به كتب
***
أضحى يتيمَا لطيمًا قد تكفّلَه
جدٌّ عظيمٌ، له الأخلاق تنتسب
***
عامان عاشهما والجدُّ يحضنُه
والطفلُ كنزٌ له الأحلامُ تُرتَقَب
***
يقضي الإله إذا ما أبرقتْ ديَمٌ
تحمي الصغيرَ، فما تنفكُّ تنقلب!
***
هذا أبو طالبٍ قد ضمّهُ فأتى
إلى العرينِ، وطاب التين والعنب
***
والعمّ يُرخي جناحًا من محبّتِه
يحيا الصغيرُ بها في فرحةٍ يثِبُ
***
مرّتْ ثمانيةٌ أعوامُها طُوِيت
مذ هلَّ مولدُه نورًا، كما الشهبُ
***
راعٍ وينظُرُ في الآلاءِ مُنبهرًا
ما حولَه نِعَمٌ للعقلِ تستلِب
***
والصادقُ الرائعُ المحمودُ معشرُهُ
عدلٌ أمينٌ إذا في العدلِ قد رغبوا
***
تفديكَ روحي فما في العمرِ متَّسعٌ
ذكرُ الفضائلِ، لا تكفي له حِقَب
***
الله أكبرُ والتوحيدُ يجمعُنا
أنعِمْ إلهي بغفرانٍ لنا تَهَب
***
إنّا لَقومٌ رسولُ الله قُدوتُنا
وعطرُ سيرتِه كنزٌ لمن طلبوا
***
محمدٌ رحمة الخلّاق أرسلها
تبقى الصلاةُ عليه للورى أرب
***
ربّاه حمدًا كثيرًا ملءَ ما نحيا
إسلامُناحسَبٌ ، قرآننا نسب