يا حِكْمَةً قَدْ أَمْتَعَتْ صبراً وعى
دراما شعرية ذات طابع إنساني فلسفي مفعم بالنظرة الجمالية واستشفاف لشخصية الأديب والكاتب الدكتور عبد السلام العجيلي
شعر: علي موللا نعسان | النرويج
هذه القصيدة عبارة عن دراما شعرية ذات طابع إنساني فلسفي مفعم بالنظرة الجمالية ذات التصوير الدراماتيكي لذاكرة شعرية نابضة بالاستشفاف في فضاء الشعر الباسم المتسربل بذكرى عبقة عن قامة فكرية شامخة من تراثنا الأدبي عبر الشعور المزكّى بطيب الخاطر الهادف إلى ترسيخ دور الأديب في رسالته الإنسانية العبقة بحس المسؤولية الأخلاقية وبقيم الحياة الفكرية على نحو يتسم بالتخيل الإبداعي والتصوير الدرامي لمواقف إنسانية فكرية وفلسفية واجتماعية ذات إرهاصات ترفل بالعزيمة والصبر تجاه ظروف الحياة والمجتمع الانساني الماضي بفكرة التشبث بأرض الوطن وتراب الأجداد الباحث عن الماضي العريق الضائع عبر خفايا المجد والحضارة المتسمة بجموح الفكر الممزوج بإحساس النقاء والطهر والاتزان في استمرار متحفز للثبات على مثل الأخلاق وعبقرية الفكر المبدع في إرساء حقيقة الوجدان والوجود على ضوء منارة الحكمة والفضيلة والأخلاق. وهنا تعبر هذه القصيدة عن استشفاف لشخصية الأديب والكاتب الكبير الدكتور عبد السلام العجيلي الذي التقيت به في بيت الأديبة الكبيرة كوليت الخوري عام ١٩٩١ وكان لحضوره في ذاك البيت العريق والمفعم بأصالة الثقافة والحضارة دور بارز في ذاكرتي التي حملت حضور شخصية عريقة في تلك الآونة ومن ذاك الحضور استلهمت فكرة كتابة هذه القصيدة المترعة بكأس العزيمة والإصرار في مقارعة جنبات الحياة بين السلام والحرب في سبيل الارتقاء والتغلب على معيقات الأمن والاستقرار في حياة الشعوب و الأمم .
لَحْظٌ تَهَلَّلَ فَارْتَأَى وَجْهاً دَهى
لُبَّاً سَبى الأَرْجاءَ في غَطَفٍ شَفاني
***
إذْ لاغَفَ الأنْظارَ في وَمَضاتِهِ
عَقْلٌ جَبى فِكْراً حَبا أَمَلاً حَفاني
***
فَلقَدْ وَعى الإِمْعانَ في تُرَبٍ حَرَتْ
بأساً أجَلَّ مِراسَ مُرْتَقَبٍ صَفاني
***
لُغَةٌ تَأَبَّطَها سُوىً أَعْطى النُّهى
عَزْماً لِرَفْدِ رؤىً جَبَتْ زَمَناً وَفاني
***
حِيْثُ الحِجا قَدْ جاسَ معنىً يَرْتَقي
بِثَقافَةٍ أَضْفَتْ ثَرى وَطَنٍ هفاني
***
لَهَفٌ دَعا الوِجْدانَ يَصْبو عِزْوَةً
هَتَفَتْ إِلى كُرْمى بِمَوْعِظَةِ التَّفاني
***
فَلَقَدْ سَجَا عُمْري عُرى قِيَمٍ جَلَتْ
ذوقاً أشادَ تصوُّراً طَبِناً كفاني
***
فانجابَ في عصرِ الوغى فَرَجٌ نحا
عنهُ عِدى كُرَبٍ جلتْ قَدَراً دفاني
***
إذ لامَسَتْ مُهَجَ الورى دِعَةٌ كَشَفَتْ
جدلاً يُعَرْقِلُ في الرَّحى سبباً نفاني
***
فخيولُ مَكْرُمَةٍ سَعَتْ شوقاً إلى
حُسنى مُواكبةٍ على غَدَقِ الجِفانِ
***
وعيونُ لَهْفةِ حُظْوةٍ وَهَبَتْ جَنى
أرضٍ عَنَتْ جوداً على جَدَدٍ سَفاني
***
فَهُدى العَزيمَةِ قَدْ سَقتْ من صَدْرِها
وجداً جَزى هَدَفاً رَعى شَغَفاً حَفاني
***
يا حِكْمَةً قَدْ أَمْتَعَتْ صبراً وعى
أوجَ الرُّبى لمَّا ارتأى شمماً عفاني
***
إذ غامرت روحُ الفدى عبر المُنى
لما الدُّجى منح البرى سَدَفاً خَفاني
***
إِنَّ الديارَ لذكرِها تهفو الرُّؤى
شوقاً على عَتَبٍ يشي جننِ الدفانِ
***
فطُيوبُ حقٍّ في الدُّنى قد تصطفي
حاكورةً تضفي الحياةَ صُوى التفاني