مقال

مرفأ المغادرة

موسى محمد دبيش  | اليمن
هو ذلك الرصيف المشئوم الذي شهد اخر وقع لاقدامهم على هذة الارض كانت ساعة من الوقت وكانت ستمر او مرت لدى الاخرين بنفس المدة ستون دقيقة لكنها لم تكن كذلك لديه فقد كانت تلك الساعة وكأنها الدهر .
اجتاحت حرب الدمار وعدوان الارض والانسان الوطن فعم الخراب والدمار ربوع الوطن من اقصاه الى اقصاه وشاء الله ان تكون احدى الضربات في جزء من بيت جدران المكلوم (ادهم) فعم الصياح والصراخ والنداء المكان الحمدلله لم يصب احد بأذى لكن البيت تضرر ولم يعد صالحا للعيش فيه من ناحية عمرانه ومن ناحية الامن والطمأنينة؛ فقرر رب الاسرة الرحيل اول الهجرة انتي صح التعبير بأسرته الى خارج الوطن؛ كان الخبر اشبه بالصاعقة على (ادهم) لم يكن يخطر بباله ان يأتي في يوم من الايام ويسمع خبرا كهذا عن جيرانه؛ تبا لتلك الحرب تبا لذلك العدوان السافر الذي لم يبق ولم يذر انه لم يكتف بهدم البيوت والمنشآت والجسور والمستشفيات بل تعدى ذلك ليقتل المشاعر ويؤد الاحلام ٠
لم يكن يعلم احد بتعلق ذلك الشاب بتلك الاسرة ولم يستطع هو البوح بذلك لما يرى من شضف العيش وشحة الامكانات في بلد تهاوت فيه كل مقومات العيش الكريم عدا اصراره و علو همته وانفته وكرامته ٠ سلم ذلك الشاب بالامر الواقع ورافقهم الى ذلك المرفأ لتكون تلك الساعة المؤلمة التى ودع فيها احلامه واماله ودع فيها افراحه التى كان يأمل ان يعيشها ليستبدلها بالامه التى لم يشاطره فيها احد ٠
وعاش ناقما على ذلك المرفأ الذي شهد ساعة الوداع؛ ناقما على من استهدفوا الارض والانسان ممتهنين كل معاني الانسانية٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى