الفيروسات الحيوانية لا الفيروسات النباتية

أ. د. أحمد علي دنقل | أستاذ الوراثة الجزيئية بكلية الطب جامعة القصيم

هناك أنواع متعددة من الفيروسات، ولكنها لا تستطيع الاستمرار خارج عوائلها؛ فمنها ما يوجد في الإنسان مثل الهربس ولكنها لا تظهر عليه ويمكنها أن تحدث بسور حول الشفاه بعد الإصابة بدور إنفلونزا. وهناك أيضا العديد من الفيروسات التي تصيب النباتات ولكن لم يثبت أنها تنتقل إلى الإنسان لعدم تعرفها على مستقبلات الخلايا الأدمية. وهناك من الفيروسات ما يصيب البكتريا فقط ويطلق عليها الفاجات وأخيرا الفيروسات التي تنتقل للإنسان من الحيوان، وخاصة الحيوانات البرية.

لماذا الحيوانات البرية؟

الإجابة على ذلك لأن الحيوانات البرية يحتوي جينومها على نسبة 25% جينوم فيروسي بسبب إصابتها منذ قديم الأزل بفيروسات تقهقرية أو فيروسات التهابيه واصبحت جزء من جينومها تورثه لأجيالها المتتابعة. وهذه الفيروسات لا تنشط في تلك الحيوانات لقصر عمرها بالنسبة للإنسان. وهذا أحد الأسباب التي تعوق نقل الأعضاء من الحيوان إلى الإنسان، والتي يمكن أن تنشط في جسم الأنسان. والحيوانات البرية هي المتهم الأول في ظهور الفيروسات الحديثة مثل الإيدز وإيبولا من القرود في أواخر القرن الماضي في إفريقيا وكورونا سارس من الخفاش في عام 2003 في الصين وكورن ميرس من الخفاش (مصاص الدماء) إلى ألأبل، ومنها إلى الإنسان عام 2012 في السعودية، وأخيرا كورونا كوفيد19 عام 2019 في الصين.

وطالما استمرت الحياة سيكون ظهور فيروسات جديدة مستقبلا. ولأن الفيروسات الحيوانية تستغل المستقبلات الموجودة طبيعيا على خلايا الإنسان التي هي في الأصل مستقبلات ربنا خلقها لاستقبال الإنزيمات والهرمونات والبروتينات الحيوية لتقوم بوظائفها داخل الأنسان. أما الحيوانات المنزلية مثل القطط والكلاب جينومها الفيروسي أقل نسبة من البرية وكما أن حيوانات المزرعة نسبة الجينوم الفيروسي قليل جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى