أدب

ذاكرة الطريق

إبراهيم محمد الهمداني|اليمن

كان الطريقُ إليك صعبا..
كيف تقطعُ..
نحو حلمك خطوتينْ.

الدربُ مضطهدٌ..
وأفواجُ الحفاةِ……
الوقتُ يغرقُ في تفاصيل التشابه..
مشرقين ومغربينْ.

كان الطريق إليك صعبا..
شاهق النظراتِ..
بل قل:- نظرةً..
زد نظرتينْ.

كان الطريق إليك صعبا..
شاهق الصلواتِ..
ترتعشُ التمائمِ..
حين تخنقها شفاهٌ
بالتردد مرتينْ.

كان الطريق إليك حلما..
وحدهُ النسيان ينسى بالتذكر
أنه ناسٍ..
أصلى الفجر سهوا..
أم صلاة السهو..
صلى ركعتينْ.

كان الطريق إليك مائدة..
من الأذكار..
أطباق العناق..
عصير أمنية الوصول..
مرارة الترحال..
أنواع المنايا..
كل حلم طازج..
تلقاه مذبوحا ومطبوخا..
ومن سنن الشريعةِ..
خذ لنفسك سنة أو سنتينْ.

كان الطريق إليك مضيافا..
وقطاع الطريق يقاسمونك..
يؤثرون عليك أنفسهم..
لأجلك يشحذون..
ويحسنون الذبحَ..
ماءك يكثرون..
قدورهم بنداك فاحتْ..
للأرامل واليتامى والجياع..
بجوعهم عادوا..
وقد ألقمتهم خفي حنينْ.

قف حيث شئت من الترقب..
فالمسافة أينعت بالوهم..
ذاكرة الغياب يؤمها النسيان..
يا وجع الرحيل..
ويا اختلاجات العناق..
كم المسافة بين (قاف)
في احتراق الشوق..
و(القاف) المنعم
بين أحضان اللقاء؟..
كخيط وهم
تنهمي (قاف) الترقبِ هاجسا..
في (قافه) قلق..
تؤرقه مواعيد انتظارٍ..
والمسافة محض حلم..
واختصار حكايتينْ.

بين البداية والنهاية..
متحف الترحال..
أقدام الحفاة ملاحم..
نُسجت على منوال
ذاكرة الطريقِ..
تداويا من قسوة النسيان بالنسيان..
والفقد المؤبد بالرحيلِ..
العابرون على ضفاف الروح..
أقدام الحفاة المتعبين..
ملاحم كبرى..
طموح..
شهقة من عنفوان النصر..
فيض من خلود الكبرياء..
وفرحة كانت هي الأشهى..
حضور مفعم بك أنت..
أضحى فرحتينْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى